تفاصيل إحباط محاولة انقلابية في «جوبا»
أعلن رئيس دولة جنوب السودان الفريق “سلفاكير ميارديت” أمس (الاثنين) رسمياً عن إحباط مخطط انقلابي عليه في عاصمة الدولة “جوبا”، واتهم نائبه السابق د. “رياك مشار” بقيادة العملية. وسرت أنباء عن هروبه إلى مقر إحدى السفارات الأجنبية هناك محتمياً. وسارع “كير” في مؤتمر صحفي لإعلان سيطرة الجيش الشعبي على الأوضاع الأمنية تماماً، وفرض حظر التجوال من السادسة مساءً وحتى السادسة صباحاً.
وفي الاثناء أجرى رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” اتصالا هاتفياً مع نظيره “سلفاكير” اطمأن خلاله على الأوضاع الأمنية عقب الأحداث التي شهدتها مدينة جوبا مساء أمس الأول وصباح أمس، بينما هاتف النائب الأول الفريق أول “بكري حسن صالح” نظيره الجنوبي “جيمس واني إيقا” مطمئناً. وسخر “سلفاكير” في حديثه في المؤتمر الصحفي، الذي ظهر فيه بزيه العسكري، من قادة المخطط وانسحابهم من مسرح العملية وترك الجنود. وكشف عن اعتقال عدد من المتورطين في المحاولة الانقلابية توطئة لتقديمهم لمحاكمة، وشدد على أن (وقت الانقلابات العسكرية قد انتهى). ونقلت الوكالات عن مصادر أمنية أن العملية بدأت بمحاولة عناصر منشقين من الجيش الشعبي السيطرة على مستودع للأسلحة قبل أن تتطور إلى اشتباكات في محيط وزارة الدفاع، وأن نائب الرئيس السابق “رياك مشار” نفى معلومات عن مسؤوليته عن عملية الانقلاب الفاشلة، بينما تقوم قوات الأمن بعملية تفتيش وبحث عن المتورطين في العملية الانقلابية.
إلى ذلك، دعت الأمم المتحدة في بيان لها كل الأطراف إلى وقف العمليات العدائية فوراً. من جانبه،
ووصف وزير الإعلام والبث في حكومة جنوب السودان “مايكل مكوي” الذي حدث بأنه تمرد من “رياك مشار” بقواته التي كانت تتبع له عندما كان نائباً للرئيس، واعتبر خطوته بأنها محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة بدلاً عن الحسم بالوسائل الديمقراطية.
وقال لـ(المجهر) إن “مشار” اضطر لاستخدام “هذه الأساليب المرفوضة” وأن قواته كانت في حالة اشتباك دائم مع الجيش الشعبي منذ مساء أمس الأول، وزاد: (إن فلول هذه القوات اضطرت للهروب وهناك عملية مطاردة مستمرة لهم).
وكشف “مكوي” أن الرئيس “سلفاكير” أصدر بياناً قال فيه إنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق في كل ما حدث، وشدد على أن كل من هو طرف سيُحاسب أمام القانون، مشيراً إلى أن الإجراءات جارية حالياً للقبض على الفلول الهاربة.
وما تزال مدينة جوبا تسودها حالة من التوتر، وسط انتشار كثيف للجيش والمدرعات العسكرية، وأفاد شهود عيان بأن هناك مداهمات واسعة وحملات تفتيش طالت المنازل.