شهادتي لله

كل حكومة والبلد بخير

} ربما تكون جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم (الثلاثاء) هي آخر جلسة يشهدها عدد كبير من الوزراء والدستوريين المرشحين للمغادرة لدواعي تشكيل الحكومة الجديدة.
} ولا نملك في هذا المقام والزمان غير أن ندعو للمغادرين كراسي الوزارات بالتوفيق في مجالاتهم وتخصصاتهم المهنية (الأصل) قبل أن تصبح الوزارة مهنتهم ومصدر رزقهم.
} هذه هي سنة الحياة.. ولو دامت لغيرك لما آلت إليك.. ورغم أن (سنة التغيير) في حكومتنا ظلت تسير بسلحفائية يحسدها عليها (أبو القدح)، إلا أن لكل بداية نهاية.. في العمر.. والصحة.. والعطاء والتدرج الوظيفي..
} وفي الغالب، فإن الذي يبقى في المواقع العامة سواء كانت وزارات أو أمانات أو مناصب تنفيذية مختلفة أكثر من (خمسة عشر) عاماً طويلة، فإنه يحكم على نفسه وعلى وظيفته بالفناء، فينسد الأفق أمامه، وتتكرر عليه ذات الوجوه تحيط به من كل جانب.. مساعدين وموظفين وسكرتارية وسواقين وحراس!!
} إذن كيف يمكنه أن يساهم في التغيير بتقديم الأفضل لموقعه ولبلده وشعبه، بينما تطبق عليه حصاراً حديدياً مجموعة (صغيرة) مستفيدة ومتكسبة من طقس الرتابة والتكرار؟!!
} لا أمل في تغيير حقيقي إذا لم تتغير السياسات والأفكار والخطط والبرامج.
} سادتي الوزراء، لا نقول لكم (أحسنتم)، فالكثيرون منكم لم يحسنوا شيئاً لا فعلاً، ولا كلاماً، ولن نتشفى فيكم ونقول لكم أنتم سبب أزمات البلد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لن نقول لكم: (قشة ما تعتر ليكم)، ولكننا ندعو لكم بأن تتحولوا في ما تبقى لكم من أعمار، في زمن صار الموت فيه يتخطف أبناء الثلاثينات، إلى دعاة إصلاح وفلاح، من خلال مواقع سكنكم في الأحياء والحارات والضواحي الراقية القريبة والبعيدة. انزلوا للناس، ساعدوهم، شاركوا في مرافق المجتمع الخدمية والتنموية. ازرعوا مع الشباب الأشجار والورود في الميادين والشوارع، نظموا لهم الأيام (الصحية) والليالي (الثقافية) والبرامج (الدعوية) في المساجد.
} نشِّطوا لجان الزكاة والتكافل الاجتماعي، فقد فاتكم خير كثير بانشغالكم في اجتماعات مضنية ومهلكة تتواصل آناء الليل وأطراف النهار، لم تقدم للناس الكثير، غير أنها أكلت من أجسادكم وشربت عقدين مديدين من زمان أهل السودان.
} ادعموا المدارس (الحكومية) في أحيائكم، زوروها وشكلوا لجان آبائها، استقطبوا الدعم لها، لتكون ثورة التعليم (الثانية) التي ترفع من القاعدة عبء فاتورة (التعليم الخاص) عن كواهل أهل السودان المنهكة.
} انتشروا سادتي الوزراء المتقاعدين في شعاب هذا المجتمع، لا تركنوا لليأس والإحباط، فقد مكثتم على مقاعد الحكم أكثر من مكوث “الأزهري” و”المحجوب”، و”مارغريت تاتشر”، و”بوش الأب” و”بوش الابن” و”توني بلير” و “أنور السادات” و”هوغو شافيز” الذي مات هذا العام وعمره (58) عاماً!!
} سادتي: أرجو أن يطلب السيد الرئيس من الوزراء ترديد نشيد العلم السوداني مع السلام الجمهوري عند نهاية الجلسة: (نحن جند الله.. جند الوطن.. إن دعا داعي الفداء لن نخن.. نتحدى الموت عند المحن.. نشتري المجد بأغلى ثمن.. هذه الأرض لنا.. فليعش سوداننا علماً بين الأمم.. يا بني السودان هذا رمزكم.. يحمل العبء ويحمي أرضكم).
} كل حكومة والبلد بخير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية