الديوان

(عقد الجلاد) و«حمزة سليمان» .. صحبة اللحن وأوتار الوفاء!

(عقد الجلاد) عنوان عريض لفرقة تركت أثراً لا تخطئه العين في المشهد الغنائي السوداني، ارتبطت بقدرتها الفائقة على تصوير معاناة الناس وأحلامهم، أجيال متباينة مرت على تجربة العقد الفريد ظل الجمهور يذكرها كلما تناهى اسم العقد الأذهان التي لم تنس من تلك الأسماء مغني الفرقة والملحن “حمزة سليمان” الذي ارتبط بها لسنوات طوال، ولكن ظروف (المعيشة) والغربة قضت بأن ينفرط مجبراً عن العقد خلال فترات طويلة. وبما جبل عن الفرقة من وفاء نظمت أمس الأول بالتعاون مع مركز (راشد دياب) الذي يديره الشاب المثقف “شهاب عمر عباس” منتدى حول مشاركات “حمزة سليمان” مع (عقد الجلاد) وسط حضور جمهور غفير ضاقت به جنبات المركز الرحبة.
صفقت الأيادي وهتفت القلوب واستراحت مع (صحبة اللحن) الذي كان عنواناً عريضاً لمسيرة المبدع المتفرد “حمزة سليمان” خريج كلية (الموسيقى والدراما) وأحد واضعي اللبنات الأولى لتأسيس مجموعة (عقد الجلاد الغنائية)، وصاحب البصمة اللحنية المميزة. قال عنه “د. كمال يوسف” إنه صاحب صوت طابعه مميز، وألحانه مع (عقد الجلاد) كانت محطة مهمة في غناء المجموعة، والتقاء “حمزة” مع الفكرة الأساسية لـ(عقد الجلاد) جعله يقدم أعمالاً لحنية لأغنيات كبيرة أحدثت تأثيراً كبيراً لدى المتلقي، هذا الإبداع ليس غريباً أن يأتي من “حمزة” الذي تربى وسط أسرة فنية أعطته كل ما تملك. وأضاف رفيق دربه “شريف شرحبيل”: حقيقة أن “حمزة” من الملحنين البارعين وهو من القلائل الذين جعلوا للحن فكرة معينة وطعماً خاصاً و(تكنيك) مختلف، لذلك أعماله متطورة وملونة بشكل متجدد، لم يحصر “حمزة” ألحانه على (عقد الجلاد) فقط إنما تعامل مع مجموعة كبيرة من الفنانين أبرزهم “عمر بانقا”. وفي التسلسل الهرمي في المجموعة يعتبر “حمزة” الملحن الثاني بعد “عثمان النو”. أما شقيقه الموسيقي الكبير “د. الماحي سليمان”، فقد أشار إلى طفولة “حمزة” المليئة بحب الموسيقى والغناء، وإذا نظرنا للأسلوب اللحني في (عقد الجلاد) نجده قد أصبح مدرسة قائمة بذاتها لأنها اعتمدت على الموروث السوداني وظهر ذلك جلياً في ما قدم من أغنيات هذه الليلة، أما شهادتي في “حمزة” فإنها بلا شك ستكون مجروحة. واختتم الحديث الملحن والموسيقي الأستاذ “مجاهد السيمت” مؤسس فرقة (سودا نيل) الغنائية قائلاً: يدهشني “حمزة” بتلاعبه بالإشكال الإيقاعية المختلفة، وعندما أسسنا فرقة (سودا نيل) دعمنا دعماً كبيراً بالألحان والأفكار وحتى في الغربة يسأل عنا، ونوع شخصية “حمزة” هي التي نريدها في الوسط الغنائي لأنها تحمل الخير الكبير. ووسط هذه الأجواء الاحتفائية الرائعة قدم “حمزة سليمان” مجموعة من أغنياته الجديدة، ثم غنت (عقد الجلاد) في ليلة استثنائية أبرز سماتها تلك الحميمية التي لا تنتهي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية