أخبار

الوزير وسنترليق البقاء..!!

مسكين وتعس الحظ والي ولاية الخرطوم الدكتور “عبد الرحمن الخضر” الذي منذ سبتمبر الماضي لا يطفئ ناراً إلا وأشعل أحدهم حريقاً آخر في طرف جلبابه، وما أن وضعت حرب الخبز أوزارها حتى وجد الرجل نفسه في أتون معركة رياضية، وهذه ذات دماء ومقاتل واهتزازات معنوية لا تقل ضراوة عن سوح السياسة، وهذه المرة تسبب الوزير “الطيب حسن بدوي” وزير الشباب والرياضة أو الجهة المعنية بأمر إدارة الشأن الرياضي في أزمة لم يكن لها من داعٍ لا من حيث التوقيتات ولا مبررات المشكل وطرائق الحل.
الوزير دخل في مخاشنات كبيرة مع مجلس إدارة نادي الهلال السابق، ثم بعد عراك دستوري وقانوني ومعارك مطولة للطعون والطعون المضادة، تم التوصل إلى تسوية حددت بموعد إلى عشرينيات هذا الشهر، وهنا الخطأ، فالحكومة كانت تعلم أن الموسم الرياضي ينتهي أمس (25 نوفمبر)، وكان يمكن التمديد لمجلس “الأمين البرير” حتى هذا التاريخ أو عقبه بيومين أو ثلاثة، بل ومن الحكمة أن يترك المجلس ليكمل هذا العام أو دورته كاملة، لا سيما أن الأشهر المتبقية قليلة، وكان يمكن الصبر عليها طالما أن أصل المشكلة تفسيرات إدارية وقانونية لشرعية مجلس النادي الكبير.
“البرير” ومجلسه انسحب في التوقيت الذي ضرب له، وترك النادي بلا إدارة، وكان من الطبيعي وفريق الكرة مواجه بمباراة مع المريخ، وما أدراك ما مباريات (هلال مريخ)، أن يتحسس اللاعبون والجمهور أنفسهم، فوقع ما هو كائن و(خارج) الهلال نفسه من المشكلة بتعقيد الوضع الإداري والفراغ العريض، ووجد الوزير الشاب نفسه في كمين مماثل لحالة الابتزاز، إذ صار مطلوباً منه أن يدفع من جيب الحكومة للإنفاق على عمليات الإحماء للاعبين ووجباتهم، ثم أتت النهاية المؤكدة بخبر الانسحاب، الذي يعني أن بطولة الكأس ضربت في كل رمزياتها ورسالتها السياسية والمعنوية التي نقلت بسببها أصلاً المباراة لتلعب في ولاية النيل الأزرق التي هيأت نفسها ثم قبضت السراب!
المعالجة المتأخرة التي أتت بمجلس إدارة (تسيير) لنادي الهلال، والتي أعلنت (أنصاص الليالي) واضح أن السلطات استعانت فيها بعدد من أهل البيت لدرء الفضيحة وستر المأزق، وواضح والله أعلم أن ثمة ضغوطاً مورست وبطريقة لا يمكن ردها من أجل إقناع المجلس المكلف، وكلها حلول من باب التخدير، إذ من الواضح أن الوسط الرياضي وسط يحتاج إلى مراجعات وقرارات مدروسة، ووزراء (شفوت) سريعي العمل والإنجاز والمبادرة، وهي الميزات التي غابت في معالجة هذا الصراع لينتهي إلى ما يشبه حالة العصيان المدني التي أفسدت ختام الموسم الرياضي بالبلاد، وجعلت ما أُحيط به حديث المجالس وتندرات الناس.
والراجح عندي الآن أن أزمة مباراة الدمازين والربكة التي تسبب فيها الوزير “بدوي” الوزير بولاية الخرطوم، ستضاف إلى سجل إخفاقات (الخضر).. والراجح أن “بدوي” سيفقد مقعده الولائي، ولن يصعد اتحادياً ويلعب الآن في سنترليق البقاء!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية