من الشرفة
} خلا الملتقى الاقتصادي الثاني أمس من الهتافية والشعارات التعبوية والأغاني الحماسية التي حفظتها حتى جدران حوائط قاعة الصداقة، ونحا المؤتمر باتجاه المختصر المفيد والالتزام الصارم جداً بالمواقيت التي كتبت في جدول الأعمال.
} عند دخول الرئيس “عمر البشير” للقاعة لم ترتفع الحناجر بالتهليل والتكبير كما جرت العادة، وفي هدوء وقف الرئيس في المنصة الرئيسية ليُعزف النشيد الوطني، وتبدأ الكلمات برئيس اتحاد أصحاب العمل “سعود البرير”، وأسند التقديم لإحدى الفتيات اللاتي تداعب خصلات شعرهن نسائم القاعة الدولية الباردة، فهل غربت شمس الخمار؟! أم نحن في أعتاب مرحلة جديدة تستريح فيها “روضة الحاج” و”هاجر سليمان طه” من رهق المسير وتعب الضمير؟!
} حبس المؤتمرون أو اللجنة المنظمة للمؤتمر الرئيس في كلمة مكتوبة.. باردة.. ذات أكاديمية جافة، وأفقدوا المؤتمر حلاوة حديث الرئيس طليقاً.. الرجل يعبر عن الواقع الاقتصادي بمهارة يفتقر إليها كل طاقمه الاقتصادي وبترتيب ذهني صافي، وحينما يتحدث “البشير” عن قضية ما بعيداً عن الأوراق المكتوبة، يشعر المتلقي بصدق الرئيس وعفويته وقدراته الحقيقية، فلماذا (تحبسون) الرئيس في الأوراق الباردة، فالرجل أذكى من كل طاقمه الذي حوله في التعبير عن نفسه!!
} الوجود الدبلوماسي العربي والأجنبي في الملتقى ضعيف جداً مقارنة بمؤتمرات ولقاءات أقل أهمية.. ماذا وراء الوجود الدبلوماسي الضعيف؟!
} وزير المالية “علي محمود” تحدث في خمس دقائق فقط ولم يضرب مثلاً أو يخرج عن ما كتبه بحرف واحد، وشكل وجوداً في كل الجلسات، يدون في أوراقه الخاصة الانتقادات التي وجهت لسياسات الحكومة الاقتصادية، وقريب من الوزير د. “حسن أحمد طه” ود. “عبد الرحمن ضرار” وزير الدولة السابق و”بدر الدين محمود” نائب محافظ بنك السودان..
} جدل كثيف وحوار نصفه رياضي والنصف الآخر سياسي دار بين رئيسة البرلمان بالإنابة “سامية أحمد محمد” ورئيس اتحاد الرعاة “سعد العمدة” الذي جلس في مقدمة الصفوف وآثر الحديث مع “سامية” بصوت جهير خاصة في الشأن الهلالي وصادر الثروة الحيوانية.
} غياب البياطرة من الملتقى الاقتصادي أثار حفيظة وزير البياطرة د. “فيصل حسن إبراهيم”، الذي قال بنبرة ساخرة (عودنا في الملتقى عود امرأة ومشاركتنا لا تتعدى صورة الثور الذي وضع في منتصف خريطة السودان)!!
} الدكتور “شريف التهامي” وزير الطاقة والتعدين الأسبق عاد للظهور بصورة مفاجئة والمشاركة في الملتقى، حيث التفت حوله أعداد كبيرة من السياسيين والوزراء يسألون عنه، بينما غادر المهندس “كمال علي محمد” وزير الري السابق جلسات الملتقى بعد الجلسة الأولى.
} حديث طويل جداً وهامس تخللته ضحكات بين الدكتور “التجاني سيسي” رئيس السلطة الانتقالية والعقيد “عبد الرحمن الصادق المهدي”.. الأمير “أحمد سعد” داعب “السيسي” والأمير “عبد الرحمن” قائلاً: للحديث بقية..
} غاب عن المشهد د. “نافع علي نافع” ود. “عيسى بشري” والبروفيسور “إبراهيم غندور” لوجودهم خارج السودان.. كما غاب “جعفر الميرغني” مساعد الرئيس.. ومن الولاة كل ولاة كردفان والنيل الأزرق والبحر الأحمر، وشوهد الوالي “أحمد عباس” و”عثمان كبر” يتجولان وسط المؤتمرين في ثنائية لم يبررها حتى (ألفة) الولاة “حسبو محمد عبد الرحمن”.