حرب بلا غايات
} ماذا تريد (الجبهة الثورية) أو (قطاع الشمال) من وراء عملياتها العسكرية المستمرة في جنوب كردفان أو شمالها، أو تلك التي أكملت عامها (العاشر) في دارفور الجريحة؟!
} ما هو الهدف النهائي، أو الغاية المرجوة من كل هذا النشاط العسكري التخريبي المكثف؟! إسقاط النظام؟! أم إجباره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات؟!
} إذا كان الهدف هو إسقاط النظام، فإنه بحسابات المنطق السياسي وطبيعة الأشياء في المجتمع السوداني، وتاريخ الثورات والانقلابات العسكرية في السودان، وعمليات حركات دارفور و(قطاع الشمال) طيلة السنوات الماضية، بما فيها (مغامرة) دخول “أم درمان” في العام 2008م، لا يمكن إسقاط النظام عن طريق عمل عسكري قادم من الحدود، أو من (الأطراف).
} كل الأنظمة التي حكمت بلادنا تم تغييرها من هنا.. من “الخرطوم”، إما بثورة شعبية أو انقلاب عسكري باستلام القيادة العامة للقوات المسلحة، وليس قيادة منطقة “الدمازين” العسكرية، أو القيادة (الغربية).
} وعليه فإننا نستبعد فكرة إسقاط (النظام) انطلاقاً من “كادوقلي”و”الدلنج”، أو “الأبيض” و “أبو زبد” أو “الفاشر” و”حمرة الشيخ” ثم ” أم درمان”.
} إذن، (الجبهة الثورية) أو (قطاع الشمال)، تريد ممارسة (ضغوط) وتحقيق مكاسب (عسكرية)، تعقبها الموافقة على الدخول في (مفاوضات سلام) مع حكومة السودان، بأديس أبابا، أو “الدوحة”، أو أي عاصمة من عواصم (المد الأمريكي)!!
} إذا كان ذلك كذلك، فإن الأمر لا يحتاج إلى كل هذه (القومة) و(القعدة) و(توير النفس)، لأن الحكومة – أصلاً – موافقة على الدخول في مفاوضات مباشرة مع (قطاع الشمال) المتمرد منذ وقت مبكر، عندما كنا – نحن قادة الرأي الحر- نرفض هذه الفكرة جملة وتفصيلاً.
} صحيح أن الحكومة تضع اشتراطات محددة، أبرزها أن ينحصر التفاوض في موضوعات (المنطقتين) – جنوب كردفان والنيل الأزرق- وأن يقود التفاوض من الطرفين (أصحاب المصلحة) من أبناء المنطقتين وليس تجاراً وسماسرة، يسترزقون بآلام وأحزان ومعاناة أهلنا في (جبال النوبة)، كما تاجر الكثيرون واستثمروا في دماء ودموع أهل دارفور.
} كم مرة قصفت (الحركة الشعبية – قطاع الشمال) كادوقلي “بالكاتيوشا”؟! كم مرة احتلت حركات دارفور بلدة لساعات أو يوم أو يومين؟! عشرات المرات؟ ماذا كانت النتيجة؟! خراب المنطقة (المهمشة) وتشريد سكانها، وليس سكان “الريان” و”الطائف” و”المنشية”، و”كافوري” و”قاردن سيتي”، ولا حتى سكان “صالحة” و”أم بدات”!!
} على زعماء مليشيات الدمار والتخريب أن يحددوا غرضهم، وهدفهم، ويسعوا لتحقيق غاياتهم بأقصر الطرق، لأن طريقهم الذي يسلكون طويل، وشائك، ولا يقود إلى محطة أخيرة وسعيدة.