أزمة المواصلات تطل من جديد بولاية الـخرطوم وسخط واسع من المواطنين
أطلت أزمة المواصلات بولاية الخرطوم من جديد برغم إعلان الولاية إصلاحها لأسطول جديد من البصات، خاصة أوقات الذروة، وباتت مساعي حكومة الولاية لمعالجة الأزمة عبر محاور مختلفة فى الفترة الماضية فاشلة.
واقع مرير يعيشه المواطنون من أجل الوصول إلى أماكن عملهم أو العودة إلى منازلهم عند كل يوم، فظاهرة التكدس بالمواقف وسط الخرطوم بات أمراًً مألوفاً، لا سيما في يومي الأحد والخميس.(المجهر) استطلعت عدداً من المواطنين والطلاب حول معاناتهم.
} استيراد بصات كبيرة
يقول المواطن “الصافي”: كان من بين سبل معالجة أزمة المواصلات أن لجأت حكومة الولاية إلى استيراد البصات الكبيرة لنقل المواطنين، ووصل عدد هذه البصات إلى المئات، وطبقت نظام الخطوط الدائرية للبصات، إلا أن هذا التحول أصبح كالترياق الفاسد في جسد استعصى عليه الداء، ويبدو أن الزيادة الكبيرة في نسبة سكان ولاية الخرطوم يمثل تحدياً كبيراً للولاية وإمكانياتها المحدودة في توفير الخدمات بما فيها النقل. وفى بداية السنة الماضية دشن نائب رئيس الجمهورية “الحاج آدم” (530) بصاً لتكون إضافة لأسطول شركة مواصلات الخرطوم لكن تدهوراً مريعاً أصاب بصات الولاية، التي عرفت بلونها الأخضر الزاهي، ليبدأ عددها في التناقص. ويضيف “الصافي” أن هذه المشكلة في نهاية الأمر مسؤولية حكومة الولاية، ولا بد من أن تتحرك لحلها جذرياً .
} شكوى المواطنين والطلاب
ويقول المواطن “الشيخ عبد الرحمن”: إن حال المواصلات بالخرطوم بات أمراً محيراً، مشيراً إلى أن الفترة التي تلت شهر رمضان شهدت استقراراً واضحاً في المواصلات، واستمر هذا الحال إلى ما قبل أسبوعين.. ويبدو أن قرار الولاية بزيادة ساعات عمل بصات شركة الخرطوم، ساهم بشكل كبير في تخفيف معاناة المواطن مساءً وليلاً. ويضيف “الشيخ” أن المواصلات شهدت خلال الأيام الماضية حالة ندرة شديدة، وبات المواطنون يتكدسون في المواقف- خاصة عند العودة – لساعات طوال.
فيما يقول الطالب بالمرحلة الثانوية “عمار إبراهيم” إن ندرة المواصلات خلال هذه الأيام تسببت في تأخره في الحضور الصباحي، وبالتالي ضياع الحصة الأولى في كثير من الأحيان.
ويرجع المواطن “الصافي عمر” ندرة المواصلات إلى ارتفاع البنزين، ويشير إلى أن المركبات التي تعمل بالبنزين كانت تساهم بجانب المركبات التي تعمل بالجازولين، في تخفيف أزمة المواصلات، حيث أن البعض من المواطنين كانوا يستقلون عربة الأمجاد والتاكسي (الطرحة) كوسيلة بديلة عند اشتداد الأزمة، ولكن مع ارتفاع سعر البنزين ارتفعت تكلفة ايجار العربات الصغيرة وعزف قطاع كبير من المواطنين عن ركوبها، وبالتالي أعادت ظاهرة الأزمة مجدداً .
} خروج من الخدمة!!
ويشير مختصون بقطاع النقل إلى أن عدد البصات المعطلة وصل إلى (600) بص وحافلة بسبب سوء الإدارة وعدم الحفاظ عليها، إضافة لنقص المرتبات بالنسبة للسائقين من مليون و(100) جنيه إلى (500) جنيه، مما أدى إلى نفور عدد كبير من سائقي البصات وهذا حدث خلال الأعوام الماضية (2010) و(2011) و(2012).
ويشكو أصحاب المركبات من ارتفاع كبير في أسعار الاسبيرات بنسبة (250%)، مما أدى إلى توقف الحافلات فضلاً عن ارتفاع أسعار الوقود التي زادت تكاليف تشغيل عربات النقل العام بالولاية.
وحسب الاحصائيات فإن العدد الإجمالي لبصات الوالي (896) بصًا منها (140) تم توجيه بتسليمها لنقابة الحافلات بولاية الخرطوم وتبقت (756) بصًا لإدارة شركة المواصلات العامة، وعشرات البصات بها أعطال.