«حسن مكي»: والد د. «الترابي» متفقه في الدين أحسن من ابنه
اشتدت مناظرة فكرية بالمركز العام للمؤتمر الشعبي عصر أمس (الثلاثاء) بين المدير السابق لجامعة أفريقيا العالمية “حسن مكي” – أحد أبرز رموز الحركة الإسلامية – وتلاميذ الشيخ “حسن الترابي” في الفكر، من طلاب وشباب الشعبي وبعض المثقفين حول المجتمع السوداني بتكويناته وتحولاته، في منبر أهل الرأي الأسبوعي الذي يضم شباباً من اتجاهات فكرية متعددة. وقال “مكي” الذي دافع عن بعض الانتقادات التي وجهت له، إنه منذ انضمامه للحركة الإسلامية لا يعرف ميزانيتها العامة أو مصادر تمويلها، على الرغم من أنه من أعضاء مجلس الشورى منذ نهاية السبعينيات. ودعا “حسن مكي” إلى إقرار التعددية الإسلامية التي تقوم على الأدب والمفاهيم والتعاون بين الرؤى المختلفة للمدارس والتيارات الإسلامية.
وذلك بعد أن أشار إلى التزام بعضها بالهياكل التنظيمية ومحاولة بعضها الاتسام بالشفافية والوضوح والعلنية، وتمسك تيارات أخرى بمفهوم الغلبة.
وأشار إلى أن والد الأمين العام للمؤتمر الشعبي “حسن عبد الله الترابي” يعرف ” الدين ” أحسن من ابنه “حسن”، بالإضافة إلى غزارة علومه الشرعية والفقهية، لكنه نبه بالقول:( اتبعنا “حسن الترابي” ولم نتبع أباه، لأنه درس في بريطانيا وفرنسا وجاءنا بالحداثة والعولمة.) وزاد ضاحكاً:(معليش، أعذرونا هبشنا مقدساتكم في داركم).
ودعا “حسن مكي” الشباب إلى الاجتهاد بمساهماتهم الفكرية في تطوير السودان والحركة الإسلامية، وضرب أمثلة بتقلد د. “حسن الترابي” للأمانة العامة للحركة الإسلامية وعمره (33) عاماً، وأضاف (أمامكم الخط فاتح، يلا تقدموا البلد مفتوحة اجتماعياً واقتصادياً وخصوصاً في هذه الأيام، التباكي لا يفيد شيئاً.)
ودافع “مكي” عن اتهام وجه له بتبني رؤية استعلاء الثقافة العربية الإسلامية على الثقافات الأخرى، وقال (القبلية تجوز للتعاضد ولا تجوز لبث الحقد، والجهويات والعرقيات دعوها فإنها منتنة.)
وحذر من الانسداد السياسي والوضع الاقتصادي الصعب في السودان مع وطأة الحروب، وتوقع أن تواجه الحكومة موجة ثانية من الاحتجاجات الشعبية أصعب من احتجاجات (سبتمبر)، ورأى “حسن مكي” أن المخرج للأزمة السودانية أن يفوض صلاحياته لشخصية وصفها بالمقبولة تقبل بالتعددية والانتخابات والحل القومي وتقوم بتشكيل حكومة انتقالية، وتوقع أن تؤدي تلك الخطوة إلى رفع العقوبات عن السودان وفك عزلته الخارجية.