أخبار

شكراً "عويس"

طالبت على حائطي في (الفيس بوك) بالعفو عن (الباندير) أيقونة النضال المفاجيء والذي زعم أنه مسؤول بالمخابرات وخزانة أسرار، فتلقفته يد المعارضة والإعلاميون النشطاء فصنعوا منه حكاية اكتشف الجمهور أنها نص ضعيف الترابط والمحتوى، لمخرجين ومنتجين بلا قدرات لمحطة فضائية ثبت أنها ترهف بما لا تعرف. وقلت إن الاعتذار واجب للباندير نفسه عما لحق به من اتهامات وتخوين فالفتى خدم وطنه وحكومته ، كما طالبت بمنح الناشط “خالد عويس” مقعداً في شورى الوطني على بؤس مستواه، ذلك أن المحصلة النهائية للمقابلة أتت في صالح السودان لرداءة الطبخة !
قناة العربية أثبتت بالدليل القاطع أن منطلقاتها سياسية متحيزة ضد السودان، فبكل المعايير المهنية لم نرَ منها أداءً مقنعاً في المنشط والمكره المرتبط بهذا البلد، كل عملها خليط من الافتراء والأكاذيب والصناعة الفطيرة ! فما عادت محايدة أو حرة في طرحها وخطها الإعلامي، إذ تبدو منطلقاتها ترتبط بدوافع سياسيات كلية من إدارة القناة، تستهدف وطننا ولا تستحِ في سبيل ذلك من التعويل على سوء أداء بعض مخبريها ومراسليها، ومن بعض السودانيين الذين واضح أن استيعابهم في القناة تم بالأساس استناداً لكرهم للإنقاذ ومعارضتهم لحكومة الخرطوم، أكثر من كونه استناداً على قدرات نابهة مرعية فى تلك المؤسسات كما كنا نعتقد.
من حق أي وسيط إعلامي البحث عن القصة الخبرية المثيرة والسبق المبين، ومن طموح الإعلاميين المشروع تتبع الآثار والأخبار، لكن هذه الطموحات يجب أن تتقيد بقيود الموضوعية والنزاهة، فمع تطورات وطفرة آليات تداول المعلومات بات للإيجاز قيمته وللصدق كذلك، فما عادت الصناعة تغري في هذا العالم التي تقاربت مسافاته وضاقت به دوائر الأسرار، و(العربية) احتفت بقصة من أسمته (المنشق) وأدارت قضيته من وجهة النظر السياسية المعارضة، التي صوبت على إدانة الحكومة السودانية وقياداتها بأي حديث، فطالما أنها استخدمت مرويات يحبها الناس ويتجمعون حولها، فقد ظنت أن على المشاهدين إلقاء عقولهم.
الذي حدث أن المقابلة أغنت الحكومة السودانية و(جهاز الأمن) عن أي تعليق، فليس بالإمكان أحسن مما جرى وكان فضيحة، أقر بها المعارضون قبل الآخرون لدلالات العرض وقياس محصلته، حيث فتحت أبواب الجحيم على القناة الرديئة التي لو كان فيها نظام وتقييم لما تردد مسؤولوها عن محاسبة “خالد عويس”، بعد تحوله من مستضيف إلى ملقن ومصحح لضيفه الذي اتضح أنه (كضبة كبيرة)، وأنه آخر الأمر ومنتهاه شخص (جبن) عن أداء واجبه وفر متولياً عن حياض وطنه، فلم يجد خياراً إلا تسويق الكذب ظناً منه أن هذا سيجعل منه بطلاً، فخاب وخذله لسانه وتماسكه وقبل هذا هزمه (عدم اقتناعه) أصلاً بما يروي ويشير.
قناة العربية الإخبارية تقدم أداءً بائساً ومحبطاً، سواء على صعيد تناول قضايا السودان أو تغطيات أخرى، تبدو الضحالة سمة مميزة لها، والتحيز الذي يثبت أن لها أغراضاً تتجاوز الإعلام إلى أجندات أخرى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية