أخبار

نقطة نظام لـ"طه"!!

مقابلة الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية مع قناة (الجزيرة)، أحدثت موجة (إفساح) لعرض مواقف الحكومة السودانية وحزبها الحاكم تحت دائرة العرض والتداول بين المتابعة العامة أو تداولات الأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، التي صارت مثل تداولات البورصة تعلي بقوم وتهبط بآخرين! ومما رأيت فمن الواضح أن المقابلة حظيت بمتابعة عالية النسبة وقياسية، إذ ظلت أثناء البث ترفد المواقع بالتغريدات ومختصرات الإفادات مع غير قليل من التعليقات الناصرة أو الناقدة، وذاك مفهوم، فهو بعض من ديمقراطية التقييم الحر في عهد الإعلام المفتوح بلا قيود ومحددات الآن.
النائب الأول قدم توضيحات وإضافات بالتعليق والتفصيل لكثير من القضايا، ولا داعي لتكرار تفاصيلها، ولكن ما يهمني تساؤل طاف بذهني هل قام فريق من مساعدي “طه” في الحكومة والحزب بعمل مسبق في التحضير والإعداد للمقابلة؟ لأن مثل هذه الحوارات مع الفضائيات الكبرى تخضع في جانبها المهني من قبل المحطة المعنية لعملية إعداد دقيق ينشط فيها حشد من الباحثين والمعدين المنكبين على رسم أبعاد أي سؤال وتوقع التفريعات الناجمة، وبالمقابل نتساءل هل يخضع المسؤول الحكومي بغض النظر عن قدراته وكفاءته الفكرية والخطابية ومهاراته في الحديث المباشر وتجنب منزلقات التواصل الإعلامي، هل يخضع لعون من كادر حزبي أو تنفيذي؟ أم أن الأمر ليس كذلك، بحيث إن الموظف الوحيد الذي اجتهد في المقابلة ربما موظف الإعلام الخارجي، الذي استقبل الصحفي “أحمد منصور” وسهل له إجراءات الدخول من مطار الخرطوم والتقط معه الصور التذكارية؟!
هذا الـ(هوم ويرك) مهم، وتزيد فعاليته إن كان عملاً مشتركاً بين كفاءات متميزة تدرس عرض المقابلة ابتداءً من حيث التوقيت والرسائل التي يمكن إيصالها للرأي العام المحلي وما ورائه، واستقراء اتجاهات الأسئلة ومساقط ردودها، ويستصحب ذلك تقييم البرنامج موضوع العرض، فمثلاً هل الخيار المناسب برامج مباشرة مثل (بلا حدود) الذي يقدمه “أحمد منصور”؟ أم المناسب (في العمق)، وهو برنامج سياسي حواري أسبوعي يقدمه “علي الظفيري” على ذات القناة، مع الأخذ في الاعتبار في التقييم بالطبع طبيعة أي برنامج وميزات مقدمه.. وتقييمي أن “الظفيري” رزين ورصين يتسم بالموضوعية العالية في طرائق إدارته للحوار، فيما لـ”أحمد منصور” سمت عجرفة ومنهاج مستفز لإثارة ضيوفه؟! أم أنه بخلاف ذلك الأفضل البرامج المسجلة مثل (لقاء اليوم) أو (لقاء خاص)؟؟ ولكل برنامج من هذه خصائصه وميزاته التي تقاس عليها مكتسبات المقابلة بالطبع.
لا أقول هذا لأن لي تقييماً لمقابلة قناة الجزيرة والنائب الأول، بقدر ما أشير إلى رؤية اعتقد أنها تصلح مستقبلاً لترتيب مثل هذه الفرص لتعم الفائدة، لذا من المهم على من يهمه الأمر تطوير روح المبادرة في المحيطين بالقيادات للاستهداء بمثل هذا المنهج، لأنها تنجز آخر الأمر ومنتهاه عملاً رائعاً وجماعياً، وفي مثل هذه اللحظات يبرز الفرق بين المساعد (الموظف) والمساعد (الخلاق)، والأخير أكثر فائدة!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية