أخبار

قصة الجمعة

قيل إن رجلاً يحب جارته سراً، معجباً بابتسامتها الساحرة و(قدلتها) بين البيت ودكان الحلة!! المرأة الأربعينية كثيرة الشجار مع زوجها المرهق بأعباء وظيفته المرموقة ومساعدته لها في البيت احتراماً وتقديراً لعش الزوجية يصنع شاي الصباح ويعد طعام العشاء، والزوجة ترفض أن تساعدها خادمة من أية دولة كانت.. الجار المعجب بالجارة من الخارج يجهل تفاصيل مأساة زوجها المسكين معها.. حتى وقع القدر وافترق الرجل وزوجته.. أسرع الجار المعجب لجاره.. قائلاً (والله يا “أحمد” الحمد لله تخلصت منها.. يا أخي نسوان الزمن ده ما عندهن فائدة علي بالحرام أنا مرتي دي فضل ليها أيام قليلة وتذهب لبيت والدها.. ياخي عذبتني ولكن نقول ليك مبروك)!! طرب الرجل لما قاله الجار وشعر بالزهو والفخر ومشى في الشارع كأنه صنع معجزة.
سأل الرجل زوجته عن أسباب طلاق “أحمد” و”حنان”، ولم يجد إلا إجابة واحدة.. (الرجال الزمن دا ما عندهم حسنة تشيلهم في أكتافك يطالبون بالركوب على رأسك).. بدأ الرجل ودوداً وحنيناً مع زوجته المسكينة، وطلب منها رقم هاتف جارتها “حنان” المطلقة !! عسى ولعل يصلح بينهما وزوجها السباق “أحمد”.
صدقت المسكينة مزاعم الرجل وأخذت تملي عليه الرقم صفر تسعة واحد ثلاثة إلى الآخر.. عندها تلفون آخر سوداني نشوفه ليك.. انصرف الرجل مسرعاً لخارج المنزل، منو حنان أهلاً بيك مبروك.. والله تستاهلي .. يا “حنان” دا راجل فقر.. إن شاء الله قريب جداً تسمعي أخبار ويتم المنى، ونلتقي على سنة الله ورسوله.. أنا أصلاً معجب بيك من قبل ميلادك..لكن الله قادر..
قصة المرأة وزوجها الجار العاشق مثل حال حكومتنا وحبها لجيرانها من العرب والعجم، فالسيد “علي كرتي” وزير الخارجية في الأسبوع الماضي كانت حالته (تحنن)، الرجل شعر بالزهو والفخر ودولة مثل الجارة تشاد تنال مقعداً في مجلس الأمن خلال الدورة الجديدة لتصبح تشاد (جليسة) للدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.. ورغم الدور الهامشي الذي تلعبه الدول التي تمنح المقاعد الشرفية في مجلس الأمن، إلا أن وزارة الخارجية السودانية عز عليها أن لا تتقدم بالتهنئة لجارتها تشاد، حتى لا تغضب “انجمينا” وتعتبر عدم التهنئة هي الغيرة والحسد من أقرب الدول إليها، بعثت الخارجية السودانية بتهنئة لدولة تشاد، وأصدرت بياناً رحبت فيه بحصول تشاد ونيجيريا على مقعدين في مجلس الأمن باعتباره حدثاً مهماً وشرفاً لأفريقيا.. ولكن في اليوم الثاني تذكرت الخارجية ووزيرها «علي كرتي” أن المملكة العربية السعودية جارتنا من الشرق وأهم دولة مفتاحية لمشيخات الخليج.. رفضت مقعد مجلس الأمن وقالت بنبرة عالية لا يشرفني الجلوس في مقعد خرق ومجلس معتل، ولذلك نرفض المقعد حتى يصلح مجلس الأمن شأنه الداخلي، ويصبح مكاناً يليق بالعرب حينها يمكننا أن نقبل عضويته.. الحكومة السودانية التي هنأت تشاد ونيجيريا بحصولهما على مقعد في مجلس الأمن سارعت لإصدار بيان آخر أعلنت من خلاله دعمها ومساندتها الكاملة لموقف السعودية باعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن ووصفت موقف السعودية بالشجاع ويكسب أهمية من الوزن الإقليمي والدولي للمملكة، وأن الخطوة نفسها جريئة.
إما أن تستحق تشاد ونيجيريا التهنئة، وإما أن يستحق الموقف السعودي الدعم والمساندة، ولكن خارجية السودان تركب سرجين وتسلك دربين وتفعل الشيء ونقيضه، وهي مثل الجار العاشق لزوجة جاره، عند وقوع الطلاق سارع الخطى لتهنئة الرجل على فراق أم أولاده.. وفي ذات اللحظة بحث عن الزوجة الطالق ليبث إليها حنينه وأشواقه ورغباته الدفينة.. لشيء في نفسه.. لعن الله الفقر والعوز والحاجة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية