"الزعتري" يكتب
} “علي الزعتري” مسؤول رفيع في الأمم المتحدة.. يقيم في السودان، وهو من الأردن الشقيقة.. يتحدث العربية مثل سكان الزرقة وحوض البحر الميت وبلدية أم السماك!! يكتب لهذه الزاوية إضافات لما قاله بالأمس القريب تصريحاً عن حملة التطعيم التي ينبغي لها أن تبدأ في جبال النوبة.. حتى لا تحول الخلافات والمماحكات دون أن ينال الأطفال الصغار حقاً علينا، وتطعيم الأطفال الأبرياء ضرورة إنسانية وأخلاقية.. وواجب القوى الاجتماعية والسياسية والثقافية في بلادنا العمل معاً من أجل نجاح حملة تطعيم أطفال فقدوا كل شيء، ولا ينبغي أن يفقدوا نعمة الصحة وسلامة البدن. شكراً للزعتري الذي كتب قائلاً:
} تحية طيبة وبعد..
أود بداية أن أشكركم على متابعتكم الدراسة، وأن أعرج قليلاً على مقالتكم في صحيفة (المجهر) يوم (الأحد) الموافق 20 أكتوبر 2013 في عمودكم (خارج النص).
حقيقة أن المطلوب الآن هو تنفيذ حملة التحصين ضد شلل الأطفال ومناعة فيتامين (A) في عموم السودان من أقصاه لأقصاه بلا استثناء سياسي أو عسكري أو تحت أي عذر آخر. وأعتقد أن هناك ما يمنحنا الأمل أن تتم الموافقة الكاملة على الحملة من كلا الطرفين، حكومة السودان وحركة قطاع الشمال، في خلال أيام قليلة قادمة، للمضي قدماً في الحملة دونما تأخير، وفي حال حصول تأخير فإن هذا سيضع الجميع داخل السودان وخارجه أمام مأزق حقيقي تتبادل فيه الاتهامات والملامة، بينما يبقى الضحية ينتظر الفرج. فالمطلوب اليوم ليس تسجيل المواقف، ولكن تلبية احتياج أطفال قد يصبح بعضهم الكثير صرعى لمرض الكساح أو المناعة المنخفضة وهم ثروة السودان القادمة.
} نعم لقد سمعنا من الحكومة ولكن شفاهة الموافقة على وقف العدائيات، ونعم اتفقنا مع الجميع على أن آلية إيصال الأمصال يجب أن تكون من داخل السودان وليس عبر الحدود، ولا أعتقد أن إعادة طرح هذه المسألة الآن يفيد الأطفال المحتاجين للتحصين، ولا يوجد كذلك أي سبب طبي يشكك في صلاحية الأمصال القادمة إلى السودان بإشراف الأمم المتحدة وعبره من خلال جهاز وزارة الصحة الفعال، فالأمصال هي واحدة وموثوق بها وللجميع في السودان. وأكرر أن المطلوب الآن هو (نعم) للحملة غير مربوطة بمواقف سياسية أو اعتبارات عسكرية، وعلى الطرفين طرح كل شيء جانباً أمام الاحتياج الإنساني للطفل السوداني في جنوب كردفان والنيل الأزرق والاتفاق الكامل على وقف العدائيات لمدة أسبوعين فقط إكراماً لخاطر الطفل السوداني.
} وأود أن أؤكد أن الاحتياجات لا تقف هنا وإن كانت الصحة مقدمة على ما سواها في المرحلة الآنية، فالطفل السوداني في السودان يحتاج التعليم والمأوى والرعاية المتكاملة، وهي كلها حاجات نأسف أن نقول إنها تتلاشى وتختفي أمام الصراعات السياسية والنزاعات العسكرية، فيصبح الضحية الآلاف المؤلفة ممن لو أعطوا الفرصة لاستنهضوا السودان بعلمهم وعملهم. وصدق من قال سبحانه (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) والسلام عليكم
وتفضلوا بقبول وافر الشكر
علي الزعتري
منسق الشؤون التنموية والإنسانية
والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي