مائة مدرسة!!
} مائة مدرسة أساس تبرع النائب الأول لرئيس الجمهورية “علي عثمان محمد طه” بتشييدها كمساهمة من الحكومة المركزية في مشروع نهضة كردفان، الذي أخذ مولانا “أحمد هارون” على عاتقه إعادته للحياة بعد أن مات المشروع في مهده وقبل أن ينهض لعسر في التنفيذ وقصور في الرؤية السياسية.
} مشروع نهضة كردفان بدأ بدعوة أطلقها النائب الأول حينما زار الأبيض وبارا وأم روابة قبل سنوات، واستشعر أهمية أن ينهض مشروع كبير في شمال كردفان يلبي أشواق أهل المنطقة، وحينها كان في دارفور مشروع طريق الإنقاذ الغربي، وفي الشمالية السدود من مروي حتى الشريك، وفي الشرق ستيت وتعلية خزان الروصيرص، وفي جنوب كردفان كهرباء الفولة والطريق الدائري.. إلا شمال كردفان بدت كأنها (يتيمة) بلا أبوين!!
} قدر “علي عثمان” وفكر برؤية سياسية ثاقبة أن الظلم يحفر عميقاً في جدار وحدة الشعوب، وأن العافية في عدالة توزيع المشروعات التنموية لدرء الحروب والاحتجاجات.. ترك “علي عثمان” لأهل كردفان اختيار المشروع الذي يناسبهم وتتوق إليه نفوسهم.. ولكن العقلية الوظيفية التي أسند إليها وضع قواعد المشروع أفرغته من مقاصده حينما أوصت للقيادة السياسية بمشروعات صغيرة تنم عن طموحات متواضعة وانشغالات محلية لا تنهض بالمنطقة وأهلها.. حتى جاءت التغييرات الأخيرة لتُكسب الأبيض والياً يملك من القدرات الذاتية ما يؤهله للعب دور في إعادة صياغة واقع المنطقة.. ويحظى بسند وثقة مركزية.. عززتها تجربة طويلة واختبارات نجح فيها مولانا “أحمد هارون”.. ليعيد “هارون” إحياء مشروع نهضة كردفان برؤية ثاقبة وفكر مستنير جداً.. لم ينكفئ الرجل على ثلاثية الماء والطريق والمستشفى، التي شبهها “هارون” في لقائه بنخب ومثقفين يوم السبت الماضي بثلاثية “نجيب محفوظ” الأديب المصري التي تتألف من ثلاث روايات (قصر الشوق) و(السكرية) و(أولاد حارتنا)، بل ذهب “هارون” لوضع خطة نهوض بالفن والثقافة والإعلام وإحياء التراث، وعودة الأبيض لريادة كرة القدم من خلال حضور مرتقب في الدوري الممتاز مقبل الأيام.
} أول قطرة في بحر النهضة جاءت من القصر الرئاسي، مائة مدرسة أساس يتم تشييدها خلال الصيف القادم.. إذا كانت مدارس الأساس في كردفان يبلغ متوسط الدارسين في الفصل فيها (60) طالباً فإن بالمدرسة الواحدة (480) طالباً، وعدد الطلاب الذين ستظللهم تبرعات “علي عثمان” في العام الدراسي القادم يبلغ (4) آلاف وثمانمائة طالب وطالبة.. ظلوا لسنوات طويلة يلفحهم حر الصيف ويلسع أجسادهم برد الشتاء القارس في محليات المزروب وأم روابة وشيكان، وحتى ريف شيكان يجلس الطلاب على الأرض وتظللهم (رواكيب القش) في مناخات تعليمية لا تشجع إلا على الهروب إلى المجهول.
} كسبت الأبيض (ابنها) “أحمد هارون” ليعيد إليها ألقها القديم، ويبني صروحها التي انهارت.. ويشرب أهلها الماء العذب.. وغداً يبدأ طريق بارا أم درمان، لتمسي الأبيض أقرب إلى الخرطوم من كوستي وسنار، وتعود الحياة إلى قرى كادت أن تندثر وتموت من جبرة الشيخ حتى فتاشة.. ومشروع نهضة كردفان يمثل الأمل ورد الوفاء لأهل العطاء.. شكراً “علي عثمان” وأنت تضفي على الوجوه العابسة ابتسامة الرضا.. وغداً يكتب الرئيس “البشير” عند زيارته الأبيض الفصل الأول من رواية النهضة المرتجاة والآمال المرتقبة.