الديوان

صداقة البنات والأولاد .. علاقة تحفها المخاطر والصعاب!!

 تساؤلات عديدة تبحث عن إجابة فيما يخص روابط الصداقة والضوابط والقوانين التي تحكمها، هل صحيح أن صداقة المرأة للمرأة بات مهددة؟ وهل حقاً أصابها الفتور؟ ولماذا بدأت البنات يعزفن عن صداقة بعضهن واتجهن صوب (الأولاد)، فمن الطبيعي أن تكون صداقة البنت مع البنت هي الأقوى لاعتبارات كثيرة على رأسها أنها من بنات جنسها وليست هناك حواجز بينهما، بجانب أسباب اجتماعية أخرى، لكن الواقع بات غير ذلك وتغير الحال من حال إلى حال، حيث سادت صداقة البنات للأولاد وصارت مهضومة ووجدت القبول لدى الأسرة، ولم تعد هناك غرابة في أن تخبر بنت والدها بأنها كانت مع صديقها فلان الفلاني.. وبرغم أن المجتمع السوداني يعد من المجتمعات المحافظة، إلا أن جيل اليوم نجح في كسر كل الحواجز، فصار من الطبيعي أن تسمع كلمة هذا صاحبي على لسان الفتاة، وكذلك تسمع عبارة صاحبتي على لسان الفتى.
  موت مبكر للصداقة
الكثيرون ممن استطلعناهم حول هذا الموضوع من الجنسين (بنين وبنات) أقروا بعظمة صداقة الجنس الآخر وما تحمل من معانٍ وقيم سامية، فتقول “سحر الأمين”: إن صداقة البنت والولد هي دائماً ما تكون الأقوى، وتشير إلى أن السبب في ذلك أن الاثنين لا يتنافسان على شيء وإنما جمعت بينهما علاقة الإخوة، أما صداقة البنت مع زميلتها فدائماً ما تكون محفوفة بمخاطر الغيرة وعدم حفظ الأسرار، فيظهر الأولاد كمستودع للأسرار، وتمضي “سحر” لكن الصداقة بين الرجل والمرأة تتمتع بقصر العمر، ويمكن أن تنتهي مدة صلاحيتها بدخول الفتاة للقفص الذهبي نسبة لغيرة الزوج الأزلية التي تقطن في أعماق تفكيره الباطني.
 فرضها المجتمع علينا
 تقول طالبة الترجمة “صباح صالح” إن الصداقة بين الرجل والمرأة شيء طبيعي، فالمجتمع هو الذي فرض علينا وجود الرجل بالقرب منا، فنحن نلتقي بهم في المدارس والجامعات وأنظارنا تقع عليهم في كل صباح.. فكيف لا تجمعنا صداقة؟؟.. وغير ذلك يفترض أن يغير المجتمع نظرته القديمة، حول وجود الرجل والمرأة في مكان واحد، فنحن الآن في عصر يختلف تماماً عن السابق في عصر تمتد فيه جذور الصداقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونتصادق (لا من شاف ولا من دري)، وأكدت “صباح” على أن الصداقة بين الرجل والمرأة أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة في زمن كثرت فيه الجرائم من سرقة واغتصاب وانتشار المخدرات في مجتمعنا بصورة مخيفة، وأشارت إلى أنها تصادق الأولاد أكثر من الفتيات لأنها رفقة آمنة بعيداً عن الغيرة صداقة الأولاد ما فيها غيرة.. هذا ما ابتدرت به حديثها “زهير إبراهيم” وأضافت قائلة: الأولاد (مرحين) في الصداقة لا غيرة ولا حسد، وأكدت على امتلاكها عدد من الصديقات في السابق، ولكنها كانت تعاني كثيراً منهن بسبب الخلافات المستمرة، وأشارت إلى أن صداقة الفتيات فيها نوع من عدم المصداقية، مستدلة على ذلك بأن إحدى صديقاتها خانتها مع خطيبها وقامت بأخذه منها – على حد تعبيرها – وأضافت كلمة صديق لا يجب أن تنطبق على كل من ذهبت معه يوماً أو يومين، فالصديق الحقيقي هو ما تجده في الثراء والضراء وبات وجوده في هذا الوقت نادراً، لذلك صداقة الرجل أفضل بكثير من النساء وأن كيدهن عظيم. وفي ذات السياق قالت “رندا محمد” إن الصداقة يمكنها أن تغير مسارها وتنقلب إلى علاقة عاطفية بحكم المرأة بطبعها العاطفي تفسر (الاهتمام) بأشياء أخرى وأن الرجل لا يستطيع الصمود أمام المرأة كثيراً، فهو دوماً عاشق للجمال وإن رغبته في وجود عدد من النساء حوله يشعره بالثقة بالنفس وليس الغرض الأساسي الصداقة، وأكدت “رندا” على أن الصداقة لها قواعد تحكمها. إلى ذلك قال “المثنى الطيب” إن المرأة يفترض أن تنتقي أصدقاءها لأن الصداقة بين الرجل والمرأة يمكن أن تكون حقيقية إذا تم اختيارها بشكل صحيح حتى تبنى بشكل سليم لمقاومة كل الظروف المجتمعية من النظرة السيئة، وأشار إلى أن وجودها فيه نوع من الحماية للمرأة من كل الظروف المحيطة بها. الزواج مهدد للصداقة
 ومن جهته قال “التوم حاج الطيب” إن الصداقة بين الرجل والمرأة لا تدوم طويلاً خصوصاً بمجرد دخول الفتاة للقفص الذهبي، بالتالي تنشغل كثيراً بأمور بيتها وأسرتها ولا تنتبه إلى أصدقائها، وأضاف “التوم” أن الزواج هو العائق الوحيد لصداقة المرأة والرجل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية