شهادتي لله

(الطماطم) وحدها تنخفض !

} ارتفعت خلال اليومين المنصرمين أسعار عدد من السلع الاستهلاكية، بالإضافة إلى الأدوية. وبدون مقدمات أو أسباب أصبح سندوتش (الطعمية) – طعام الفقراء – خمسة جنيهات في بعض كافتريات الخرطوم، بعد أن كان سعره الأسبوع الماضي (ثلاثة جنيهات). سندوتشات أخرى صار سعر الواحد منها (15) جنيهاً.. بعد أن كان (9)..!!
} الأدوية، ورغم انخفاض سعر (الدولار) قليلاً، إلا أن شركاتها، وربما أصحاب (الصيدليات) من تلقاء أنفسهم، زادوا قيمة الأدوية بنسب متفاوتة دون تبرير موضوعي أو سبب منطقي!! شعبة الصيدليات قالت على لسان أحد مسؤوليها – ما نشرته الصحف قبل أيام – إن أسعار الدواء سترتفع بنحو (40%) – أربعين في المئة – بمجرد رفع الدعم عن المحروقات!!
على أي أساس وبأي حساب بنوا هذه التقديرات العبثية للزيادات؟! كيف تكون (40%)..؟! دعك من ذاك الحين، دعونا نسألهم الآن: لماذا ارتفعت الأسعار، ولم يرتفع لا (دولار)، ولا (جازولين)، ولا كهرباء، ولا ضرائب ولا إيجارات ولا نفايات؟!
} الأسبوع الماضي، ارتفع أيضاً سعر رطل اللبن إلى (ثلاثة جنيهات ونصف الجنيه).. وارتفعت أسعار لبن البدرة، وكيلو (الجبنة)، وكيلو (الدقيق) وأشياء عديدة أخرى!!
} لا ضابط.. ولا رابط.. ولا رقيب، وبالتأكيد لا واعز (ديني) أو (أخلاقي) يكبح جماح هذا السوق (السوداني) المنفرط.. المنفلت، الذي وضع حوافره على صدور وبطون جميع أبناء الشعب السوداني.. أثرياءه وفقراءه.. ومعدميه..
} ربما تكون (الطماطم) السلعة الوحيدة في السودان التي يرتفع سعرها ارتفاعاً شاهقاً، ثم ينخفض انخفاضاً كبيراً.. (الطماطم) ولا شيء غير (الطماطم)!! أما معظم السلع فإنها عندما ترتفع، وتحجز لنفسها مقعداً صدارياً بين مقاعد (الغلاء) الفاحش، فإنها تستعصم بالعلياء ولا تقبل انخفاضاً بعد ارتفاع!!
} ارتفع رطل (اللبن) الحليب الوارد من الزرائب، أو من مصانع (دال) الغذائية وغيرها، لأسباب طبيعية برر لها البعض بانتقال الماشية إلى المراعي، أو بسبب السيول والأمطار التي أعاقت الحركة. فهل تنخفض بعد زوال الأسباب (الطبيعية)؟! بالتأكيد (لا)!! ومثل الألبان.. كثير من المنتجات المحلية والواردات إلى السودان، فإذا انخفضت أسعار الواردات (عالمياً)، لا تنخفض (داخلياً)، بل تستمر على ما كانت عليه عملاً بشعار: (يا أخي ماكلو حاجة زايدة.. بقت علينا نحنا)!!
} لا بد أن تتدخل الدولة لوقف هذه الفوضى المتسترة بسياسات (الاقتصاد الحر). وحرية السوق في بريطانيا، وألمانيا، وأمريكا شيء مختلف جداً عن فوضوية أسواق “الخرطوم” و”بورتسودان” و”مدني” و”الأبيض” و”الفاشر” و”نيالا” وغيرها من بقاع السودان.
} إدارة السياحة بولاية الخرطوم – مثلاً – عليها تفتيش هذه (المطاعم) و(الكافتريات) ومراجعة الأسعار مع المستثمرين بما يحفظ لهم فوائدهم، ويحفظ للمستهلك حقه في فاتورة تتناسب مع الخدمة، فحرية السوق لا تعني أن يضيف أصحاب المطاعم (جنيهين) و(ثلاثة) مطلع كل شهر على سعر (الطلب).
} حرية السوق لا تعني أن يزيد سعر (مضاد حيوي) عشرين جنيهاً دفعة واحدة على (العلبة) الواحدة!!
} اتقوا الله.. فإنكم مُساقون إلى يوم الحساب.. تحسبونه بعيداً.. وهو قريب.. فانظروا كيف يتخطف الموتُ الناس من حولكم بغتة!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية