أخبار

الشورى الملزمة..!!

} نسبت تصريحات للأخ “ياسر يوسف” أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني والناطق الحصري باسمه، وتوصيف حصري مهم ولازم، لجهة أن الحماسة كانت تستبد بكثيرين من حملة القيادي البارز أو عضو القطاع السياسي أو (المشارك) في اجتماع ما، فيتكرم شخص بإفادة لدرجة أنني أحصيت ذات أسبوع نحو عشرة تصريحات لأسماء شتى في قضايا مختلفة– ليس من بينهم ياسر- وكانت كلها تصريحات وأحاديث فض مجالس. ولكن دعونا من هذا، فذاك مبحث عريض، ولنعد إلى ما قال الرجل الذي صرح عقب اجتماع للقطاع السياسي (الأحد) بأن الإعلان عن سريان ما يتخذ من قرارات في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي مرتبط باكتمال المشاورات المستمرة التي يجريها الحزب مع القوى السياسية الوطنية كافة والجهات المختصة ذات الصلة، والعاملين بالدولة، ومنظمات المجتمع المدني، بهدف تنويرها بالوضع الاقتصادي والبدائل التي يفترض أن تطرح في ذلك، والتفاكر معها حول هذا الأمر.
} هذا حديث طيب، وإن كنت معترضاً على استعارة لسان (الأحزاب) الأخرى التي يفترض أن تعلن قولها هذا أو ما يُضادّه دون تفويض أمين إعلام المؤتمر الوطني بذلك، وحتى إن فوضته فإن الأوقع أن تتحدث (هي)، فمن قبل زعمت الحكومة أن قرار رفع الدعم باركته الأحزاب التي سرعان ما تنكرت للأمر وأحرجت شركاءها بلا داعٍ ومسوغ، ولكن يبقى أن الإشارة إلى أن الإصلاحات الاقتصادية تخضع الآن لتشاور ومراجعات مع (جهات الاختصاص) والعاملين بالدولة ومنظمات المجتمع المدني، فذاك يجب أن يكون في إطار شورى ملزم وغير معلم، بمعنى أن تلك المراجعات إن برزت فيها الآراء الرافضة فليس عيباً أن يتراجع الحزب، ولكنه سيكون ارتكب مخالفة مريعة وداخل منطقة الست ياردات إن استمع وأنصت ثم طوى كشحه على ما سمع، ومضى إلى أمره ينفذه وقد كان مقدوراً، فحينها يكون قد أتى إثم رفع الدعم، وقبله رفع سقف التجاوز.. إن آراء الناصحين لات حين مندم.
} نحتاج إلى آراء يتم الإنصات إليها وتقييم رؤاها في أبعادها الموضوعية، ويجب ألا يتم التعامل مع مواقف القوى الرافضة لرفع الدعم، باعتبارها أصوات ذات مصلحة في الاستقرار للوطن، لأن كثيراً من الأصوات المشفقة إنما منطلقاتها قومية ووطنية، والشاهد أنه وقبل إنفاذ هذه الإجراءات الاقتصادية، فإن الأجواء السياسية والاجتماعية بالجملة باتت مهددة بتمدد الشائعات، وشخصياً، وأكتب من خارج السودان بت أشعر بالقلق، فرغم إنني وسط كتلة من الأعاجم إلا كل من يلتقينا يسأل سؤال المشفق عن أحوال السودان، ثم يتبرع بعضهم بتقديم إفادات يزيد من حريقها في نفس المرء أن متابعة أخبار الوطن ومنشوراته عبر الانترنت أمر يثير الفزع حقاً، وبشكل يبدو أن عنصر المبالغة يتوافر فيه، لأننا في حال تلمسنا وسيلة اتصال أخرى، بالهاتف مثلاً، نجد روايات مطمئنة ومعاكسة.
} أحسب أن هذه الشائعات ستزيد تعقيد الوضع، خاصة أن مجتمعنا شفاهي يتناقل كثيراً من الأحداث والوقائع، ويسبغ عليها مرتكزات التأكيد، فتتحول من جملة مبتورة إلى قصة كاملة الأركان، وأزمة من العدم!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية