أخبار

ذاكرة تنفض عنها الغبار !

قد تبدو طلتكَ
بهيةً هذا الصباح
بعد أن غسل الليلُ يديه
ومسح على وجهك الناعس
ترتشف القهوة كي تفيق الذاكرة
وتنفض عنها غبار البارحة
تبتلع ” بندول ” كل يوم
ريثما يغادر الصداع مدارك الجوي
وتنكشف أمام عينيك الرؤية تقلع من مطار فوضاك
حيث الشوارع الخاوية ومدن الأسمنت
وتلك الحديقة
التي لا يدخلها أحد !! اليوم ليس ” عطلة “
لكن الناس ما زالوا نائمين ووقع خطوك
لا يزعج حتى عصفور أو يوقظ الفيلة
أنت أول الواصلين إلى طابور الحياة
وأول الفاتحين لأبواب الوقت
وراءك يأتي جمهرة الكلام والثرثرة
يقتفون أثر قدميك الحافيتين ويرقصون
على طبل صحوك المبكر تطوى صفحة الزمن
والوقت لا يمر والناس لا تأتي والعصفور
والفيلة كم هو لذيذ استرخاء الظهيرة
وتثاؤب الشمس كم هو مزعج
تفتح وردة والبستان نائم دع فنجانك على الطاولة
واترك ” البندول ” في صندوقه عد إلى فراشك
تغطى متدثراً بأحلامك
لا تكن أول الفاتحين ولا أول الواصلين
انتظر زحمة الشوارع وضوضاء النهار
بعثر حواسك في فضاء السكون واعقد
صفقة رابحة مع الصمت اندس بين الجموع
واستبدل ملامحك بالقناع تعلم فن التخفي
وركوب الموجة كي لا تغرق وحدك
وتتشبث بقشة الوهم وتلاحقك مراثي الفرح قم ..
ونم .. مازالت الشمس في حضن الليل قم ..
ونم .. مازال الصباح في مدار آخر
مازال النهار في فلك بعيد

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية