استراحة الجمعة

} بغروب شمس اليوم الجمعة، سأغادر بإذن الله ومشيئته في رحلة إلى بلاد الفرنجة بالقارة الأوروبية العجوز.. ومشقة الرحلة ورهقها من الخرطوم للدوحة وأمستردام في هولندا، وأخيراً جنيف عاصمة المنظمات وحكومة الدنيا الخفية، تصيب الجسد بالرهق، وقد أصبحت بلادنا (معزولة) عن أوروبا، وتقطعت أواصر التواصل جواً إلا عن طريق دبي والدوحة وأبو ظبي في أقصى الشرق، ثم التوجه غرباً في رحلة تمتد لأكثر من (8) ساعات من الطيران.. كانت القاهرة أقرب للخرطوم ولكن القاهرة الآن بعيدة عنا.. لا يتوق كثيرون لرؤيتها، وعسسها وعسكرها يهدمون ما شيده التاريخ!!
} في جنيف العاصمة السويسرية، نشهد مع زملاء آخرين وقائع المواجهة المنتظرة بين السلطان “محمد بشارة دوسة” وزير العدل السوداني، والمفتش الأممي لحقوق الإنسان في السودان.. وفي مثل هذه الأيام من كل عام تمارس المنظمة الأممية مهمة تفتيش ملابس الدول الداخلية في العلن.. والسودان بطبيعة اقتصاده وضعف موارده وعجزه عن شراء مستحضرات لتجميل وجهه يسقط ضحية كما تسقط بقايا الأنظمة الاشتراكية والشيوعية حينما تنهال عليها سهام النقد والتجريح.. بينما الدول العربية النفطية الغنية تشتري علناً وسراً سمعتها، فيصرف النظر عن كل خروقاتها وأخطائها وفظائعها!!
} السودان أصبح عن الكثيرين (حيطة قصيرة)، من يشتهي حب أمريكا وقمحها وفولها وعدسها عليه بالتهجم على أوضاع حقوق الإنسان في السودان، التي قد نختلف حولها، هل ترقى حقاً للإدانة الدائمة.. أم مناخ الحرب التي تدور والاقتصاد المترنح وعدم الاستقرار السياسي قد أثر سلباً عليها؟!
} وقريباً من جنيف وبعيداً عنها سنكتب من هناك ما يمليه علينا ضميرنا.. وننقل لقارئ (المجهر) ما يحدث في القاعات المفتوحة، ونسعى لقراءة ما وراء الأحداث، ونتوجه لدولة ألمانيا الاتحادية لزيارة بلد يعتقد بعض المعجبين من أهلها بتجربتها وشكيمة أهلها وصلابتهم.. يعتقدون أنها دولة لا تقهر لحد احتقار العالم أجمع حينما يقولون (ألمانيا فوق الجميع).. ذلك الشعار الذي رفعه “هتلر” في قديم الزمان.. نبحث في ألمانيا عن مشاف لقلب أوهنه التعب والرهق، وجسد تكاثرت عليه العلل.. ولكن الصحافة تدفعنا لقراءة صورة السودان من هناك، ولألمانيا اهتمام بالقضية السودانية منذ سنوات بعيدة.
} لن تغيب هذه الزاوية لسفر داخلي أو خارجي، ولكن التواصل من خارج الحدود يفقد الحرف شيئاً من حرارته ونبضه.. وحتى نلتقي بإذن الله تعالى غداً.