شهادتي لله

مبروك لشعب السودان الكبير

{ زيارة الفريق “سلفاكير ميارديت”، رئيس جمهورية جنوب السودان، للخرطوم أمس، زيارة مهمة، ومختلفة تماماً عن سباقاتها، ولا أدل على ذلك من سرعة وسهولة الوصول إلى اتفاق حول معظم القضايا محل الخلاف بين البلدين، خلال (ساعات)، وهذا ما لم يكن يحدث في مفاوضات “أديس أبابا” بين الرئيسين “البشير” و”سلفا”، عندما كانا وخلال أكثر من رحلة للعاصمة الإثيوبية، يجلسان أياماً وليالي، ثم لا يتفقان..!
{ ظللنا نكتب ونقول إن اللقاءات المباشرة بين القيادتين هي أسرع وأأمن الطرق، وأن “الخرطوم” و”جوبا” لا تحتاجان إلى وسطاء ومسهلين ورحلات خارجية وعواصم أجنبية للوصول إلى اتفاق.
{ لكن من بني جلدتنا من يحب (الوسطاء)، ويموت في (الأمريكان).. ويعشق “أديس أبابا”..! وقد قالها «سلفاكير» بالأمس في الخرطوم : (لا نحتاج بعد اليوم إلى أطراف خارجية).
{ على مدى عام كامل، كتبنا ورددنا وما زلنا نردد أن (اتفاق البترول) وفتح الحدود للتجارة بين البلدين هي أنجع علاج لمرض (دعم المعارضات المسلحة)، أو ما تسمى الترتيبات الأمنية، بما فيها النقاط الصفرية والمناطق العازلة وهلمجرا.
{ أمس، قرر الرئيسان استمرار ضخ وعبور وتصدير نفط (الجنوب) عبر أنابيب ومنشآت تكرير وموانئ (الشمال).
{ بموجب هذا الاتفاق يحصل السودان على (4.750.000) أربعة ملايين وسبعمائة وخمسون ألف (دولار) يومياً، بحساب أن إنتاج حقول الجنوب الآن حوالي (190) ألف برميل يومياً (مئة وتسعون ألفاً)، مرشحة للزيادة خلال الأشهر القادمة لتصل إلى مستوى الإنتاج السابق قبل إغلاق الأنابيب في العام 2012 وهو (350) ألف برميل (ثلاثمائة وخمسون ألفاً)، ويومها سيبلغ نصيب السودان (ثمانية ملايين وسبعمائة وخمسون ألف دولار).. يومياً. (للسودان 25 دولاراً في كل برميل).
{ إذن.. لا مجال بعد اليوم للسيد وزير المالية وجوقته الموسيقية النشاز، لإزعاجنا بحجج و(خزعبلات) رفع الدعم عن (المحروقات)، فعائدات رسوم نفط الجنوب تزيد عن ميزانية (دعم السلع)، حيث تصل قيمة رسوم العبور والمعالجات وأخرى إلى أكثر من (مليار جنيه سوداني) – بالجديد – شهرياً..! هذا إذا بقي الإنتاج في حدود (190) ألف برميل.
{ لقد انتصر تيار السلام بين (الشمال) و(الجنوب).. انتصر تيار (تغليب المصالح) على تيار صناعة التوترات الأمنية وتفجير الاتفاقيات، من الجانبين، مرة بسبب “هجليج”، ومرات بسبب “أبيي”.
{ إن السودان والجنوب لا ينبغي لهما، مراعاةً لمصالح شعبهما (الواحد)، أن يحبسا الحاضر والمستقبل في (زنزانة) اسمها (أبيي)!!
{ أحسن “سلفاكير” بإعلان نيته زيارة “الخرطوم”، وأحسن “البشير” بتوجيه الدعوة الرسمية له، وأحسنا الاثنان في الارتفاع لمستوى آمال وطموحات (الشماليين) و(الجنوبيين) في جوار آمن وعيش مستقر، وتعاون خلاق يقود للتنمية والرفاهية والسلام.
{ ستنهار اليوم سوق المضاربة بـ (الدولار) و(الريال) و(الدرهم) في “الخرطوم” و”جوبا”.. سيخسر الجشعون مليارات الجنيهات.. سيخسر اليوم الفاسدون المستفيدون من طقس الندرة وغلاء الأسعار في جميع مؤسسات الدولة العامة والخاصة.. (شركاء) لصوص السوق وتماسيح زمن الأزمات.
{ السودان في حاجة إلى أي (ألف دولار)، فما بالك بنحو (خمسة ملايين دولار).. يومياً..!!
{ مبروك لشعب السودان الكبير في (الشمال) و(الجنوب).. هذا الاتفاق الجديد العظيم.
{ مبروك سيدي الرئيس “البشير”.. سيدي الرئيس “سلفاكير”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية