أخبار

غياب أسري وانهيار مجتمعي!!

{ تحدثت كثيراً عن انهيار الكثيرين مجتمعياً في السودان، وعيشهم في بؤرة من الفساد الأخلاقي، في ظل انشغال الدولة بالحروب والمشاكل السياسية، وانصراف كثير من الآباء والأمهات لتوفير لقمة العيش. لذلك فإن الأوضاع تزداد انفجاراً في كل صباح وتتحفنا الأخبار بحكايات تشيب لها الرؤوس.
{ بالأمس وضعت السلطات الأمنية يدها على شبكة دعارة منظمة بالخرطوم، تقودها عدد من النساء درجن على إشاعة الرذيلة بين الشباب في الجامعات، واستخدام عدد من الطالبات – نظير مبالغ كبيرة – للقيام بواجبات مختلفة، كتوزيع الحبوب المهلوسة المعروفة بـ (الخرشة) واقتياد أخريات إلى شقق أجانب وبعثات أجنبية، في ظل غياب تام لأسرهن التي لم نعرف موقعها بعد من الأعراب!
{ تعلو أصوات كثير من الرجال خارج المنزل وينهالون بلسانهم على المارة في الشارع وعلى زملائهم في العمل، في الوقت الذي يبتلعون فيه لسانهم أمام بناتهم أو زوجاتهم السائرات كما يردن، لأن الرد حينها سيكون جاهزاً وربما دفع به إلى خارج المنزل، بعد أن انصاع إلى هذه الأوضاع الغريبة مقابل أكل نظيف وأثاث مرتب وسيارة آخر موديل.
{ كثيراً ما تساءلت عن هيبة الوالد المفقودة وعن دور الأخ والخال والعم في كثير من الأسر، فلم أجد إجابات مقنعة، لأن القضايا قد تشابكت وتقاطعت معها المصالح بشكل كبير، ودونكم ما يحدث الآن من بعض البنات وتصرفاتهن في المجتمع وسهر الليالي في المقاهي والفنادق والشقق المفروشة، وشراب الشيشة والسجائر والبنقو والويسكي والمخدرات المختلفة!!
{ كثير من الآباء لا يستفسر ابنته عن مواعيد الجامعة وجدول محاضراتها، ولا( يفتش) شنطتها بعد العودة من الخارج، ولا يستفسر عن الملايين المتواجدة في دولابها أو المبالغ التي اشترت بها احتياجات المنزل!! بل ربما لم يستفسر عن وظيفتها ومرتبها، ولم يراجع منصرفاتها، ولم يتمعن في ملابسها ومكياجها ومنصرفات الكريمات والبارد والوجبات الجاهزة التي تكتظ بها غرفتها.
{ وكثير من الآباء لا ينظر في جهاز الكمبيوتر الخاص بابنته ولا يطلع على رسائل جوالها أو يتابع تحركاتها أو يستفسر عن صديقاتها وعن جلسات القهوة والسفريات الغريبة.. أو يعترض على النوم خارج البيت بدعوى (عرس صحبتي والامتحانات)؟!
{ إن عدداً من طالبات المرحلة الثانوية لا يذهبن إلى المدرسة، والعباءات ظلت حاضرة في الشنط لقضاء معظم الأوقات مع بعض الشباب الضائع والذئاب الضالة.. وتعاطي البنقو والوسيكي والخمور صار من أهم المكيفات لكثير من البنات من خلال جلسات القهوة المزعومة، مع تناول )القطرة) التي تساعد في بياض العين لدرء آثار المخدر المعروف!!
{ تم القبض على شبكه للدعارة وستتولى المهمة شبكات أخريات أكثر حراكاً، وحينها فلتمتلئ دور المايقوما والمجاري حتى آخرها!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية