أخبار

وقال لي (القرد)..؟!

} كيلو البطاطس سعره (جنيه واحد).. والطماطم بـ (خمسين قرشاً).. ودستة البرتقال بـ (جنيهين).. وكل أسعار الخضر والفواكه تتراوح في معدل هذه الأسعار!!
} أخيراً.. وبعد (تعب السنين).. صار بمقدور المواطن (الغلبان) أن يشتري ما يريد، ويطعم أولاده ما لذ وطاب من خيرات الأرض.. فشكراً للحكومة التي أنجزت ذلك عندما قررت تحويل كل أموال نقل نفط الجنوب إلى الزراعة.. فهي (أصلاً) لم تكن مدرجة في الميزانية.. وها هو السودان قد صار – (حقيقة) – سلة غذاء العالم..
} ولم تقتصر فوائد الاهتمام بالزراعة على توفير الخضر والفواكه بأقل الأسعار.. فها هي أرتال (العطالى) تتجه إلى الحقول التي صارت تضخ مالاً بالملايين.. وانتعشت بذلك حركة الأسواق بزيادة القوى الشرائية.. وزادت تبعاً لهذا إيرادات الحكومة في جوانب أخرى، إذ ارتفع العائد من ضريبة القيمة المضافة والطلب على الرخص التجارية.. ولم يعد هناك سبب يجعل المحليات (تتفنن) في فرض الرسوم والجبايات!!
} وعلى الصعيد الخدمي استطاعت وزارة الصحة أن تحقق مجانية العلاج (واقعاً) على الأرض.. وليس (مجرد دعايات).. كما انصرف المعلمون إلى تجويد العملية التربوية التعليمية (المجانية)، بعد أن هدأ بالهم بالزيادة المهولة في مرتباتهم.. ولا داعي الآن لإرهاق الطلاب وأولياء أمورهم بالدروس الخصوصية و(درس العصر).. وقروش الاختبارات.. وامتحانات الشهر.. و(…) و(…)!!
} حتى (العنوسة) تمّ القضاء عليها نهائياً!! وصار في مقدور أي شاب أن يكوّن أسرة.. لا يخاف في ذلك من أي (عارض) اقتصادي!!
} وعلى الصعيد الإقليمي والدولي قوي موقف السودان وصارت العديد من الدول تخطب ودّه.. فالغذاء هو سلاح العصر الحديث.. وأصبحت – تبعاً لذلك – وزارة الزراعة أهم الوزارات على الإطلاق.. لا يتولى أمرها (فاشل).. ولا يجد طريقاً للعمل فيها إلا مختص مؤهل تأهيلاً علمياً مرموقاً..
} والغريب في الأمر أنه حتى (صرّة الوش) التي عُرف بها السودانيون قد تلاشت.. وحلت مكانها ملامح هادئة وراضية.. لدرجة أنني صرت أشتهي أن أرى مشكلة في الشارع العام أو (المواصلات)!!
} إذن.. فالأجواء الآن على أفضل ما يرام.. ومناسبة للقيام بـ (فسحة للصغار).. هكذا قررت.. وصحبت أطفالي إلى حديقة الحيوانات (العالمية) التي أنشأتها الولاية – بعد أن تولى أمرها (خبراء إستراتيجيون) في السياسة!! – وصرنا نتجول ونمتع أبصارنا بهذه المخلوقات المتنوعة ما بين أليف ومفترس.. لكن.. ويا لدهشتي.. كان أحد القرود يشير إليَّ ويطلب من الاقتراب!! ما هذا؟! أيكون قرداًَ نادراً أفلحت الحديقة في جلبه!!
} بعد تردد.. وتلفت.. اتجهت إلى القرد.. فطلب من أن (أرخي أضاني) ليقول لي كلاماً مهماً.. ففعلت!!
} قال لي القرد ضاحكاً: أصحى يا زول.. أنت في حلم.. قال زراعة قال!! هذه بلاد لا تنبت فيها إلا (غابات الأسمنت)!!

تحياتي..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية