قبل أن يأتي دوركم في "الخرطوم"
} يبدو أن ما شهدته مصر من أحداث دامية وعمليات (حربية) منظمة استهدفت إبادة أكبر عدد ممكن من جماعة (الإخوان المسلمون)، أعاد بعض قادة الجناحين المتصارعين من (الحركة الإسلامية) السودانية إلى رشدهم السياسي، من خلال الدعوة المشتركة التي أطلقها كل من أمين عام الحركة “الزبير أحمد الحسن” ومساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي الشيخ “إبراهيم السنوسي” أمس (الجمعة)، خلال مخاطبة تظاهرة الشجب والإدانة في الخرطوم لمجزرة القاهرة.
} نعم، فما حدث في مصر منذ الإطاحة بالرئيس (الإسلامي) المنتخب باستخدام قوة الجيش عبر (انقلاب عسكري) مدعوم ومسنود بمن يسمون (القوميون) و(الليبراليون) إضافة إلى (الفلول) من رموز ومؤسسات وقواعد النظام السابق، وبتخطيط وتمويل (الصهيونية العالمية) وربائبها في المنطقة العربية..ما حدث يؤكد أن مرحلة مكافحة (الإسلاميين) في منطقة الشرق الأوسط قد بدأت بعنف من “الإمارات” إلى “مصر” و”تونس” و”الجزائر”، والقادم الأسوأ سيكون في السودان، إن لم تع القيادات الإسلامية في بلادنا درس مصر (العميقة)!!
} لا خيار للبقاء، ليس في حكم السودان، بل في الحياة، إلا بالوحدة، فمجازر ميداني (رابعة العدوية) و(النهضة) والإسكندرية وطنطا والفيوم وأسوان والإسماعيلية، تشير إلى أن المخطط (دولي) و(عميق)، وليس بالضرورة أن تعلم به قوى الإنسانية والديمقراطية التي تمارس السياسة في الفضاء على مسارح العالم الغربي، فهذه القوى البريئة تصدت لإدانة مذابح المصريين واتخذت من المواقف ما سكتته عنه دويلات العرب وأنظمة الخنوع للصهيونية في العالم العربي الكسير!!
} الإسلاميون مضطرون الآن للوحدة، وفي وحدتهم خير للسودان أجمع، فقد تفجرت الحرب في دارفور بفعل أيديهم، ودفع غبائنهم، وتصفية حساباتهم على حساب الوطن الكبير، ثم انفلت المتمردون من بعد ذلك من أياديهم، فتناسلت الحركات، وتكاثر زعماء الوهم وقادة الغفلة والفوضى، فاحترقت دارفور وتطاول أمد الحريق لعشر سنوات طويلة، والخاسر الأكبر هو إنسان دارفور المختطف!!
} لكن آخرين في وسط الإسلاميين بالجناحين المتحاربين (وطني) و(شعبي) لن تعجبهم دعوة “السنوسي” و”الزبير”.. سيخرجون علينا غداً بتصريحات عرجاء وعوجاء، يعرقلون بها مسير التلاقي.. بعضهم سيتحدث بلسان الشيخ “الترابي”.. يقولونه ما لا يقول حول تحفظات وشروط، وبعضهم في الطرف الآخر سيقولون سراً أو علناً أن قطار الدولة تجاوز تلك (المحطة)!!
} وإذا كانت للماسونية العالمية أياد وعيون في كل دولة وكيان، فما الذي يمنع أياديها وعيونها بين الإسلاميين من وأد دعوة الوحدة في مهدها، تمهيداً لسيناريو إبادتهم بالجملة في ميادين الخرطوم؟!!