الشيخ المقرئ "محمد أحمد يوسف الحاج" يروي قصته مع الشيخ "البرعي"
تجده جالساً (القرفصاء) ويردد آيات الذكر الحكيم، وأحياناً يصول ويجول كالأسد في حلقات القرآن.. كان شاباً قضى جل شبابه في تحفيظ القرآن الكريم داخل خلاوي الشيخ “البرعي” ابتداء من (الزريبة) بولاية شمال كردفان بالقرب من مدينة أم روابة وبارا.. إنه الشيخ المقرئ “محمد أحمد يوسف الحاج” الذي بلغ عقده الثامن وما زال يتمتع بالحيوية والنشاط، وهو من محافظة بارا قرية (أم قرفة) وترعرع فيها وعاش طفولته هناك ثم حفظ القرآن وانتقل إلى خلاوي (الشيخ البرعي) بالزريبة.. وحفظ القرآن على يدي الشيخ “يوسف أبو شرا” بخلاوي (أبو حراز).
{ ذكرياتي مع (أبونا الشيخ البرعي)
عندما أقوم بتحفيظ القرآن الكريم في خلاوي الشيخ “البرعي” يأتي إلينا الشيخ “البرعي” في حلقة الذكر ويضع كفه على كتفي ويقول لي: (ما تتوصى على عيالي ديل.. حفظهم القرآن).
وبدأت تحفيظ القرآن بالزريبة عام 1952م، ويكن لي (أبونا البرعي) كل المحبة والتقدير لأنني قمت بتحفيظ جل أبناء ولاية كردفان القرآن، وحتى الآن أقوم بتحفيظ (الطلبة) في مسيد المجاهدين بخلاوي الشيخ “البرعي” الذي يضم عدداً كبيراً من أبناء الولايات المختلفة وأغلبهم من ولاية كردفان، ونقوم بأداء صلواتنا (حاضراً) ونحفظ القرآن بعد صلاة الفجر.. منهم من حفظ القرآن كله، وهذا يحتاج زمناً طويلاً، وآخرون يحفظون في وقت قصير بالتجويد والترتيل.. الشيخ المقرئ “محمد أحمد يوسف” لا يشرب المنبهات ويفضل شرب (شاي الحلبة) و(الأرز باللبن) ويكره الكذب والسرقة والثرثرة، ويوصي الطلاب بالنظافة الحسية والمعنوية والإيفاء بالوعد، كما قال رسولنا الكريم (آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان).
{ حزن عميق
ويسرد المقرئ “محمد” أن أكثر ما أحزنه في حياته رحيل (أبونا الشيخ البرعي)، وما زال حزنه متجذراً في أعماقه ويؤثر على صحته، ويمضي بقوله: (الرحمة والمغفرة لأبونا الشيخ البرعي وجعل البركة والصلاح والخير في ذريته ومريديه وأحبابه).
وفي ختام حديثه دعا المقرئ لصحيفة (المجهر) بالتقدم والازدهار والقوة أكثر والسير قدماً.
{ يتفاءل بالأسماء
قام المقرئ “محمد أحمد” بتحفيظ الشيخ “الفاتح عبد الرحيم البرعي” خليفة الشيخ “البرعي” حالياً واستطاع أن يحفظ جل أبناء “البرعي” من صلبه، نال حب واحترام الجميع صغاراً وكباراً، وحتى زوار بيت “البرعي” من داخل وخارج السودان، وعندما تجلس معه يسألك المقرئ “أحمد” عن اسمك ثم يقوم بتفسيره، ويتفاءل بالأسماء التي تنال إعجابه، ترتسم على وجهه إمارات الصلاح وطهارة القلب.. رجل مصحف يمشي على رجلين.. وظل مخلصاً لـ(أبونا الشيخ البرعي) في حياته وبعد مماته.