رئيس الجمهورية يكرم الموسيقار الكبير "عبد الفتاح الله جابو"
ما أن أخذ رئيس الجمهورية يدندن بالسلم الموسيقي (دو. ري مي. فا. صول. لا . سي) على أصولها، مستعيداً ذكريات تعلمه لها في المدرسة الثانوية حتى صفق له الحضور وتفاعلوا مع حبه للموسيقى وتقديره للفن والفنانين. سكان حي (السجانة) كانوا في انتظاره وهو قادم إلى منزل الموسيقار الكبير “عبد الفتاح الله جابو”، وما أن دخل الرئيس إلى خيمة أعدت للاحتفال حتى وقف “الله جابو” بقامته المديدة وبآلة الكمان التي لطالما صنع منها الكثير، ويعرف بأنه من كبار موسيقيي السودان لتبدأ بعدها ليلة التكريم الرئاسية التي حضرها والي الخرطوم ووزير الثقافة والإعلام وعدد من المسؤولين.
كمان “عبد الفتاح” يعزف السلام الجمهوري للرئيس:
وتكريم الموسيقار الكبير “عبد الفتاح الله جابو” يأتي ضمن البرنامج في عامه الثالث في سياق تكريم المبدعين السودانيين في ديارهم، والمكرم هنا قائد أوركسترا الإذاعة السودانية قدمه الفنان الكبير الراحل “أحمد المصطفى”، ويعتبر أستاذاً لفن الموسيقى، وصاحب شخصية فنية قوية كما قال الدكتور “محمد سيف” في كلمته بالمناسبة، وقال عنه إنه موهوب وصاحب شخصية فنية قوية ومتمردة على الأنماط السائدة في الفن، وهو من الرعيل الأول من الموسيقيين الذين بذلوا جهداً كبيراً ومقدراً في الإذاعة السودانية، دون أن ينسى أصحاب السيرة الحسنة من أمثال “بدر التهامي” و”السر عبد الله” وغيرهما من الرعيل الأول للموسيقيين السودانيين، والموسيقار “عبد الفتاح الله جابو” جعل من منزله مدرسة لتعليم الموسيقى مثل الراحل “أحمد مرجان”، بالإضافة لكل ذلك هو من القلائل الذين يعرفون الموسيقى العربية.
أول سوداني يعمل موسيقى تصويرية لمسلسل:
و(حي السجانة) العريق كما تحدث عنه أحد أبنائه اللواء “عبد الحي محجوب” كان سبباً في إخراج الإنجليز من السودان، وحينما تحدث “عبد الحي” عن “عبد الفتاح” قال إن المحتفى به هو من علمنا النظام وأسهب بقوله: علمنا كيف نلبس وكيف نستذكر دروسنا، وعنده كل شيء محسوب ومنضبط، فـ”عبد الفتاح الله جابو” يعتبر قدوة لنا عرف عنه احترامه لكل الناس، وهو كموسيقار خرج أجيالاً وأجيال، وختم بقوله: (زيارة رئيس الجمهورية لـ”عبد الفتاح” في السجانة ردت اعتبارنا، وهذه سنة لم تكن موجودة. كما تحدث “معتصم فضل” مشيداً بـ”عبد الفتاح الله جابو” باعتباره من أمهر عازفي الكمان في السودان والوطن العربي، ومؤلف موسيقي ممتاز، وقال إن مكتبة الإذاعة السودانية زاخرة بما قدم، ساهم في موسيقى الإفطار، ولديه العديد من الأعمال كما تغنى له العديد من الفنانين، وهو أول موسيقار سوداني يعمل موسيقى تصويرية لمسلسل سوداني (خطوبة سهير)، كما تحدث عنه الفنان “حمد الريح”.
“البشير”: علاقتي بالفن قديمة ونشأت في بيت فنانين
وحينما أتى دور الموسيقار المكرم من قبل رئاسة الجمهورية “عبد الفتاح الله جابو” قال وهو يجلس بجوار الرئيس: (لم نكن نجد العناية من قبل، كما لم يُعترف بحقنا الفني، شاكراً الله على تكريم رئيس قال إنه يهتم بأهل الفن ويكرمهم. رئيس الجمهورية وفي كلمته أمام أهل السجانة الذين حضروا فرحين بتكريم “عبد الفتاح” قال: (علاقتي بالفن قديمة فأنا نشأت في بيت فني، فأخوالي كانوا يتوارثون الفن أباً عن جد، كان فنانو الخرطوم والد “الطيب مصطفى”، و”حسن بخيت” وكان “علي الزين” يسميهم “أولاد البوليس”)، وأخذ “البشير” يحكي ذكرياته مع الفن بقوله: (حينما كنت في مدرسة الخرطوم القديمة الثانوية تم اختياري في الفرقة الموسيقية، وجاءنا المرحوم “أحمد مرجان” لتعليمنا النوتة الموسيقية، وبالفعل تقدمنا في مشوارنا، إلا أن المشوار طال فتركتها وبعدها ندمت لأن زملائي (مشوا) إلى الأمام)، وزاد في ذكرياته الفنية: (لقد تكسبت شخصياً من الفن، كنا أولاد صغار جابونا فنانين جينا من كوبر وغنينا أدونا (5) قروش، كانت قروش كتيرة، لقد كان الفن يشبع الهواية ويطرب الآخرين ويجمع الناس من حوله، متمنياً لـ”عبد الفتاح” (طول العمر)، وقال مخاطباً الحضور (قالوا الشجر الكبار فيهو الصمغ). الرئيس جدد في كلمته الاهتمام بصهر أهل السودان في بوتقة واحدة، مقراً بوجود مظاهر فشل لانصهار أهل السودان، حيث نشهد تفشي القبلية والجهوية، وقال إن أهم المجالات لتمتين الوحدة الوطنية هما الفن والرياضة، لذلك لابد من الاهتمام بهما، وجدد التأكيد على قراره بعودة وزارة الثقافة بعد فصلها عن الإعلام، وفي ختام التكريم عزف “عبد الفتاح الله جابو “على الكمان (لي غرام وأماني في سموك ومجدك عشت يا سوداني).