شارع (النيلة)!!
– 1 –
{ متبرّجات حد السفور!! إحداهن كانت ترتدي بنطالاً يبدو أنّ قماشه من الاختراعات الحديثة!! إذ من (شدّة التصاقه) بها صار لا فرق بينه وجلدها.. ويبدو أنها تستعين بأخواتها وصديقاتها في ارتدائه وخلعه!!
وشباب يرتدون أزياء مخجلة – دعك من ألوانها (الشتراء) – وبناطلينهم (الناصلة) تجبرك على الإشاحة بوجهك (حياء).. ثم تنصرف وكأنك تسمع أحدهم يقول: (لا تبتسم.. أنت في شارع النيل)!!
{ وأثناء انصرافك.. احذر!! فثمة سيارات يقودها (مراهقون).. بطريقة تشبه قيادتهم – أو قيادة أولياء أمورهم – لحياتهم الخاصة!! تهور و(هبالة) وعدم مسؤوليّة!!
{ هذه (الفلاشات) السريعة التي (جهرت) عينيَّ في وقت مبكر من صباح أمس الأول.. لم تكن في شارع النيل بالقاهرة.. أو أحد شوارع بيروت.. بل في خرطوم المشروع الحضاري والشريعة الإسلاميّة.. وفي ليل (رمضان)!! وهي لله.. لا للسلطة ولا للجاه!!
{ نعم.. هناك عشرات الأسر المحترمة التي تسمر في هذا الشارع الحيوي.. حيث الماء والخضرة والنسائم العليلة.. وهناك من الأصدقاء من يتسامرون و(يفرّقون) بعض همومهم.. لكن مع (توغل) الليل في ساعاته.. تظهر وجوه وأجساد شيطانيّة.. تفعل (الأفاعيل).. وهي آمنة من السؤال.. لا من السلطات.. ولا من (العقلاء).. إذ لم يعد مسموحاً لأحد – أي أحد – أن يقدم النصح.. وإلا سمع سيلاً من الشتائم التي لا أول لها ولا آخر.. وقبلها العبارة المحفوظة: (أنا أبوي شافني لابسة كدا.. إنتا الدخلك شنو.. احترم نفسك)!! حسبنا الله ونعم الوكيل!!
{ المطلوب من السلطات أن توفر رقابة (عاقلة) لهذا الشارع.. وعندما أقول (عاقلة) فإني أعني نظاميين على درجة عالية من (الفهم).. يجيدون التعامل مع هذه (الحالات الحرجة).. دون أن يؤثر الأمر على المرتادين المحترمين لهذا الشارع..
{ والأمر ينسحب على كثير من شوارع الخرطوم الكبيرة.. ومنها شارع المعونة في المنطقة القريبة من كافتيريا (استيلا).. نفس الأشكال والوجوه والسيارت.. يظهرون كـ (الخفافيش).. في آخر الليل لينثروا (قلة الأدب) على شوارع المدينة!!
{ راقبوا.. وعالجوا.. أو قولوا لنا إنه (الوجه العصري) الذي يحاول (البعض) رسمه.. حتى لا يُوسموا بـ (التشدد) و(التطرف).. وحينها ندعكم و(نيلكم).. ونترك أمر شارع (النيلة) هذا!!
{ بلا (شعارت) بلا نيلة!!
– 2 –
{ عدد من المبادات الإنسانيّة الأهليّة التي تستحق الاحترام.. راقبناها خلال هذا الشهر.. منها مجموعة (شارع الحوادث) التي مدت يد العون لعشرات المرضى.. شباب صغار حركتهم الإنسانيّة.. في وقت تقاعس فيه (الكبار).. الذين يستطيعون القيام بمبادرات (كبيرة).. تخدم عشرات الأسر (طقة واحدة).. لكن الكبار للأسف.. من قيادات الأحزاب ورجال الأعمال.. ربما يزنون الأمر بـ (ميزانهم الخاص).. والوجاهات الاجتماعية و(الشوفونية).. وهكذا أقدارنا.. فقراء بلادي هم يتحركون لخدمة الفقراء!!
{ آخر محطة
{ إذا تم الإعلان عن (التشكيلة الجديدة) للوزراء قبل العيد.. فسيغني الكثيرون: (جانا العيد.. وإنت بعيد)!!