إيقاف زراعة الكلى بمستشفى (الزيتونة) وتغريمه في قضية "الزينة"
أصدر المجلس الطبي السوداني أمس (الأربعاء) قراراً بإيقاف زراعة الكلى بمستشفى الزيتونة الخاص، المملوك لوزير الصحة بولاية الخرطوم د. “مأمون حميدة”، وشطب الدكتور “كمال أبو سن”، استشاري الجراحة العامة وزراعة الكلى، من سجلات المجلس الطبي السوداني، وذلك بعد النظر في الشكوى المقدمة من أسرة المواطنة المتوفاة نتيجة زراعة كلى بالزيتونة “الزينة محمد أحمد” التي توفيت في الأشهر الماضية.
وقال المجلس الطبي في حيثيات قراره الممهور بتوقيع بروفيسور “الشيخ علي العبيد” الأمين العام للمجلس أن لجنة المحاسبة بالمجلس في اجتماعها رقم (21) للعام 2013م بتاريخ 7/ يونيو 2013، خلصت إلى أن المستشفى لم يتبع الطريقة المعتمدة والمثلى لعمليات نقل الكلى، بوجود فريقين طبيين للتعامل مع المتبرع والمتبرع له، بغرض ضمان سلامة الإجراءات وتفادياً للمخاطر. وقالت الحيثيات إن قرار المجلس بإيقاف د. “كمال أبو سن” لمدة عام تم إبلاغه إلى وزارة الصحة التي بدورها نقلته إلى الوزارات الولائية والمؤسسات العلاجية التابعة لها. وتحققت لجنة المحاسبة من استلام عدد من وزارات الصحة بالولايات القرار. وخلصت اللجنة – حسب الحيثيات التي تحصلت (المجهر) على صورة منها – إلى أن مستشفى الزيتونة سمح لطبيب عراقي الجنسية غير مسجل في المجلس الطبي السوداني وغير مرخص له، بمعاودة المرحومة “الزينة” بالمستشفى، وهو أصلاً مسجل كطبيب أجنبي، حضر للتدريس بكلية اليرموك إلجامعية.
وبعد تداول اللجنة خلصت إلى إدانة مستشفى الزيتونة التخصصي، وقررت توقيع عقوبة إيقاف عمليات زراعة الكلى بالمستشفى إلى حين مراجعة الأمر بواسطة المجلس القومي لأمراض وجراحة الكلى ولجنة الخدمات بالمجلس الطبي، وفرض غرامة مالية على مستشفى الزيتونة قدرها خمسة آلاف جنيه تدفع للمجلس الطبي. أما بخصوص الدكتور “كمال أبو سن” فقد قرر المجلس شطبه من سجلات المجلس الطبي السوداني وفقاً للمادة (34/2) من قانون المجلس الطبي لسنة 1993 تعديل 2004م، وقال المجلس في حيثيات الشطب (وذلك لعدم اتخاذه الممارسة المهنية تجاه المرحومة “الزينة محمد أحمد”، وعدم اكتمال الإجراءات التحضيرية للمرحومة مثل الأشعة التلفزيونية للقلب، وعدم الأخذ في الحسبان الرفض الكامل للكلية في مثل هذه الحالات، ولم تتم مراجعة خطة علاج المرحومة، لم تجد المرحومة الرعاية الطبية المهنية الآمنة والسليمة من الفريق الطبي، وسفر “أبو سن” للخارج دون أن يقوم بتسليم المريضة إلى استشاري آخر). وقال قرار المجلس مخاطباً الدكتور “كمال أبو سن”: في (ظل وجودك خارج البلاد فقد اكتفت اللجنة بالمستندات المقدمة في الشكوى).
وقال محامي أسرة “الزينة” الأستاذ “معاوية خضر الأمين” إنه طلب من المجلس الطبي إغلاق مستشفى الزيتونة نهائياً. كما تقدم بطلب لرفع الحصانة عن وزير الصحة د. “مامون حميدة” لمقاضاته في القضية.
من جهتها وصفت أسرة “الزينة” قرار المجلس الطبي بأنه لم يلبِّ ما تطلعوا إليه من جزاءات رادعة، وقال نجلاها “مصعب” و”سليمان إبراهيم” إن الأسرة قررت استئناف القرار، وقالا: (نود أن نوصل رسالة للدكتور “مأمون حميدة” مالك المستشفى، ونقول له “قلت لنا اتصرفوا” وهذا هو أول تصرف).