الديوان

تغذية الأطفال في رمضان.. (أكل بايت).. ونظام غذائي لا يسكت صرخات الجوع

من المظاهر التي لا تخطئها عين في شهر رمضان المعظم في الكثير البيوت السودانية هي اعتماد الأمهات على تغذية الأطفال على ما تبقى من مائدة الإفطار الرمضاني أو الأكل (البايت) دون الاعتماد على نظام غذائي واضح مما يخل بالنظام الغذائي للأطفال ويصيبهم بأمراض، إما لدسامة الأكل ويؤدي ذلك إلى السمنة المفرطة للأطفال أو الاعتماد على وجبات معينة مما يؤدي إلى سوء التغذية لدى الأطفال، ويرجع ذلك في معظم الأحيان إلى كسل النساء من إعداد وجبة مخصصة لهؤلاء الأطفال غير الصائمين أو الاعتماد على السهل من الغذاء حتى يتفرغن للنوم أو الانشغالات الأخرى، وبحسب (أم موفق) وهي موظفة فإن المشغوليات الكثيرة في رمضان قد تجعل من الصعوبة المتابعة الدقيقة لغذاء الأطفال خاصة إذا كانت الأم موظفة ما يجعلها تعد لهم الطعام منذ الليل وتوصي أبناءها الكبار بطريقة إعداد الطعام لإخوانهم وهي لا ترى غضاضة في أن يأكل الأطفال من الأكل (البايت) لأنه محفوظ جيداً في الثلاجة، إلا أنها تعود وتقول نسبة لأن كميات الأكل في رمضان تكون كثيرة ومتوفرة وبأنواع مختلفة ربما لا يلتزم الأطفال بالتوجيهات وتقودهم رغبتهم إلى أكل كميات كبيرة من الأكل المتوفر في الثلاجة مما يصيبهم بالاسهالات وسوء الهضم، ومع انقضاء شهر رمضان تلاحظ زيادة طفيفة على أوزانهم، إلا أنها لا تتخوف من ذلك لأنه بمجرد انتهاء الشهر الكريم تعود الأمور إلى منحاها الطبيعي على حد قولها.
بينما ترى (نسيبة) ربة منزل أن تغيير (السستم) الغذائي في رمضان أيضاً يؤثر على طبيعة أكل الأطفال، وعن نفسها تقول إن أطفالها يذهبون إلى المدارس صباحاً، لذلك لا يأكلون كميات كبيرة من الطعام، وعند رجوعهم من المدارس تكون مشرفة عليهم بنفسها مما لا يتسبب لها في شفقة وخوف، لكن تقول إن (للجرسة) أيضاً أثراً كبيراً على زيادة الطعام، وأضافت ضاحكة (أنها تحس أنهم جائعون مثلها تماماً)، لذلك تكثر من إطعامهم، وأكدت “نسيبة” على أن هناك خللاً في النظام الغذائي لا محالة.
وقالت “أميرة محمد” ربة منزل إنها لم تكن تعرف أن السلوكيات الخاطئة في التغذية ستقود طفلتها إلى ما يُعرف طبياً بـ(سوء التغذية)، خاصةً أنها من الأمهات اللاتي يتضايقن إن لم يأكل أطفالهن.
و”أميرة” من الأمهات اللائي اضطررن للإنفاق على صحة الطفل، بعد أن دخل في مرحلة سوء التغذية الناتجة عن الطعام غير الصحي الذي يتوفر من دون حدود رقابية فعالة، وتقول إنه اعتقاد خاطئ في النظام الغذائي.
ولفتت خبيرة التغذية “محاسن سليمان” إلى أهمية التخطيط الغذائي لشهر رمضان، ومن ذلك أن يكون التسوق لشراء الأغذية أسبوعياً وحسب الحاجة، وأن تكون الوجبات الغذائية تختلف من يوم لآخر سواء للخضروات أو الفواكه، لضمان التنوع الغذائي للأطفال، إضافة إلى تحديد استهلاك الأغذية والتنويع فيها؛ كتناول نوع واحد من المعجنات مرتين لثلاث مرات في الأسبوع أو قطعة واحدة يومياً.
وقالت لابد من برنامج غذائي يوفر جميع العناصر الغذائية، ويحتوي على النشويات والدهون والخضروات والفواكه حتى لا يصاب الأطفال بأمراض سوء التغذية والسل عند فقدان الغذاء بصورة طبيعية أو اكتسابهم للسمنة المفرطة في حالة الإكثار من الأكل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية