أخبار

عودة "شداد" !!

{ بعد أن تقاعد أستاذ الفلسفة بجامعة الخرطوم للمعاش الإجباري وبلغ من الكبر عتياً، خرج د. “كمال حامد شداد” للرأي العام بنبأ ترشحه لمنصب رئيس الاتحاد العام لكرة القدم.. ذلك الموقع الذي خسره “شداد” في آخر انتخابات ديمقراطية، وفاز به د. “معتصم جعفر” وتلاميذ “شداد” الذين تربوا في أحضانه، وتعلموا من مدرسته، ولكنهم خرجوا عن طاعته حينما نصب الرجل نفسه قديساً بلا بطركية، وشيخاً بلا حيران، وجنرالاً بلا جيش، وجعل من نفسه وكيلاً لـ (الفيفا) في السودان يقاتل بسيفها ويهدد حتى السلطة التي جاءت به للموقع وخلعت عليه منصب عضو مجلس الشورى القومي، وحملته على أكتافها.. لكن “شداد” الذي ظن أنه وحيد زمانه خاض معاركه مع كل الوزراء الذين رفضوا البقاء تحت عباءته، فسخّر الله من صفوف الشباب الوزير “حاج ماجد سوار” الذي هزم “شداد” وأبعده من قيادة الاتحاد العام لكرة القدم وضخ دماء شابة في شرايين الاتحاد الرياضي.
{ إعلان عودة “شداد” وترشيحه يماثل ترشيح السيد “الصادق المهدي” في آخر انتخابات في البلاد، حينما وجد “الصادق” نفسه يخوض تجربة انتخابية مع الفريق “عمر البشير” و”ياسر عرمان” و”حاتم السر” و”عبد الله دينق نيال”، وجميعهم بمثابة أبناء “المهدي” الذي وصل منصب رئيس الوزراء عام 1966 ورفض مغادرة المسرح السياسي حتى اليوم، ولا يزال يمني نفسه بالفوز في الانتخابات القادمة التي ستجرى عام 2015. و”شداد” أكبر سناً من الإمام “الصادق المهدي” وحينما كان أستاذاً في جامعة الخرطوم كان “مجدي شمس الدين” طالباً في المرحلة الابتدائية، و”أسامة عطا المنان” في رحم أمه بمدينة نيالا، و”طارق عطا” بروضة حي القبة في الأبيض، و”معتصم جعفر” تلميذاً صغيراً بالحصاحيصا.. والآن بعد أن تجاوز كمال “شداد” الـ (90) عاماً يسعى للعودة لرئاسة الاتحاد العام من أجل ماذا؟ وهل من مجدٍ بعد التسعين؟!
{ إن تجربة “كمال شداد” في الاتحاد العام لا تشجع لعودته مرة أخرى في موقع يتطلب المرونة والتعاون مع الاتحادات الرياضية، والنأي عن تصفية الحسابات مع الآخرين.. لكن “شداد” طوال فترة وجوده في رئاسة الاتحاد انصرف تماماً للمعارك الشخصية والخصومات وتصفية الحسابات مع الأندية الكبيرة، خاصة الهلال، ثم معركته مع “صلاح إدريس” الشهيرة وتحالفه مع “جمال الوالي” ثم الانقلاب عليه ورفضه الاعتراف حتى بقرار المحكمة التي قضت بحق اللاعب المجنس في ممارسة نشاطه بعد أن وضع “شداد” حزمة عراقيل أمام لاعبين منحتهم الجمهورية الجنسية السودانية.
{ الاتحادات الرياضية والهينة والنقابية ينبغي أن تتجه نحو التجديد، وقد أثارت دعوتي لزملائي في اتحاد الصحافيين لتجديد شرايين اتحادنا وأن لا نترشح مرة أخرى حنق الكثير من الزملاء وسخروا مني، ولكن المبدأ الذي ندعو إليه جهراً أن نضرب الأمثال بأنفسنا وأن لا نجعل من مقاعد الاتحادات (ورثة) خاصة!! وبعد أن جدد اتحاد كرة القدم في الدورة الأخيرة دمائه عاد “شداد” مرة أخرى لتقديم نفسه منافساً مما يتطلب أن تتوحد كل جهود دعاة التجديد حتى لا نجعل من الكراسي مرقداً لمن تجاوز الـ (90) من العمر!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية