ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻧﺎ.. ﺧﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﻖ
ﻋﺬﺭﺍً ﺭﻓﻴﻖ ﺍﻟﺪﺭﺏ، ﻓﺎﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺄﻭﻱ ﺑﻨﺎﺕ ﻗﺼﺎﺋﺪﻱ ﺗﺘﺮﻯ، ﻭﺁﻻﻑ
ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ.
ﻋﺬﺭﺍً.. ﻓﻤﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﻓﻠﻮﻝ ﺍﻟﺪﻣﻊ ﺗﺴﺘﺮ
ﻋﻮﺭﺓ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﻤﺨﺒَّﺄ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻳﺎ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺨﻄﻮﺏ
ﻋﺬﺭﺍً.. ﻓﻤﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺣﺮﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ
ﺗﺒﻘﻰ ﺃﻧﻴﺴﺎً ﻟﻠﻤﺪﺍﺩ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ
ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺃﻭ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻗﻠَّﻤﺎ ﺟﺎﺩﺕ ﺑﻪ
ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻣﻦ ﻛﻨﻒ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ.
ﻋﺬﺭﺍً.. ﻓﻤﺎ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻏﻴﺮ
ﺭﺟﺎﺀ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻠﻴﺎً ﻓﻲ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ
إﻳﻘﺎﻋﺎً ﺗﻀﺞ ﻟﻪ ﺧﻴﻮﻁ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺗﻤﺴﻚ ﺿﻮﺀﻫﺎ ﺷﻮﻗﺎً ﻟﺮﺅﻳﺎﻧﺎ
ﻓﻴﻌﺘﺼﻢ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ..
ﻟﻬﻔﺔ ﻭﺷﻮﻕ.. ﻭﺛﻤﺔ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻫﺬﻱ
ﺍﻟﺤﺸﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺑﻨﺎﺻﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺃﺑﺼﺮﻫﺎ ﺟﻴﺪﺍً، ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻧﻬﺎ
ﺍﺷﺘﺎﻗﺖ ﻟﺘﺴﺠﻞ ﻋﺒﺮ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻦ
ﻟُﻘﻴﺎ ﺣﺒﻴﺒﻴﻦ، ﻫﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻧﺖ، ﺃﻭ ﺃﻧﺖ
ﻭﺃﻧﺎ, ﻓﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺣﺪ!!..
ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﻜﺬﺏ ﻫﻨﺎ، ﻓﻨﺤﻦ ﺧﻠﻔﺎﺀ
ﺍﻟﻌﺸﻖ، ﻭﻫﺬﻱ ﺍﻟﻘﻼﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ أﺭﺗﺪﻳﻬﺎ
ﻓﻲ ﺟﻴﺪﻱ ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻲ ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺳﻠﻴﻼﺕ ﺍﻟﻌﺸﻖ
ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﻟﻴﻠﻰ، ﻭﻟﺒﻨﻰ، ﻭﺑﺜﻴﻨﺔ، ﻭﻭﻻﺩﺓ
ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﻔﻲ، ﻭﻋﺒﻠﺔ، ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻨﻬﺎ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺛﻢ ﺟﺎﺀﺕ ﺗﺎﺟﻮﺝ
ﻟﺘﺮﻣﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ.. ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﺎ ﻫﻨﺎ
ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻌﺔ ﻣﻦ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺸﻮﻕ
ﻭﺯﺧﺮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ.
ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺃﻧﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻭﺃﻧﺖ ﺣﻴﻨﻤﺎ
ﺟﺌﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺃﺭﻳﺘﻨﻲ
ﺳﻴﻔﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﺎﻙ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺤﻠﻖ ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺭﺛﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻞ ﺑﺜﻴﻨﺔ، ﻭﻋﻨﺘﺮ،
ﻭﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪﻭﻥ، ﻭﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﺡ،
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﺑﺴﻴﻔﻚ ﻫﺬﺍ ﺿﺪ
ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺮﻳﻨﻲ ﻋﺸﻴﺔ
ﻛﻞ ﺻﻤﺖ.
ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﻠﺖ ﺫﺍﺕ ﻏﻀﺐ (ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﺟﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ ﻻ ﻳﺬﻳﺒﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﺫﺍﺑﺘﻪ ﺑﻜﻞ ﻳُﺴﺮ).
ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻄﻴﺘﻚ ﺳﻼﺣﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺇﻥ
ﺗﺼﻮِّﺑﻪ ﻧﺤﻮ ﺭﺃﺳﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﻠﻦ
ﺍﻧﻬﺰﺍﻣﻲ ﻭﺃﺭﻓﻊ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ.
ﻭﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺑﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﻷﻟﺠﺄ ﻟﺴﻼﺡ
ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﺎﻟﺴﻼﺡ ﻣﻠﺠﺄ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻦ
ﻟﺪيَّ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻷﻣﻨﺤﻚ ﻣﺎ
ﻟﺪيَّ.
ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻷﻭﻗﻊ
ﺑﻘﻠﻢ ﻛﺒﺮﻳﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ
ﻋﺰﻳﻤﺘﻲ ﺍﻟﻤُﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺻﻨﻊ ﻣﻦ
ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﻒ.
ﻭﺃﺻﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻣﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﻷﻭﺭﺍﻗﻲ
ﻗﻮﺗﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﺮ ﻛﻲ ﻻ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ
ﺃﻧﻮﺛﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺑﻴﺾ، ﻓﺎﻷﺑﻴﺾ ﻓﻲ
ﺃﻭﺭﺍﻗﻲ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻀﻌﻒ..
ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻧﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ..
ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﻲ ﻣﻈﻬﺮﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺮﻗُّﺐ
ﺍﻟﺨﻄﺮ..
ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ
ﻛﻞ ﺷﻲﺀ.
ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻧﺘﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﻄِّﺮ
ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎﺗﻨﺎ
ﻭﻧﺘﻤﻨﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻟﺨﻄﺄ
ﺍﺭﺗﻜﺒﻨﺎﻩ ﻧﺤﻦ.. ﺃﻭ ﺳﻄَّﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭ
ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻨﺎ.
ﻭﻧﺘﻤﻨﻰ ﻏﺴﻴﻞ ﺫﺍﻛﺮﺗﻨﺎ ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ
ﻣﺎﺽٍ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺬﺭﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ
ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ