الانقلاب المصري!
هل المؤامرة التي تم نسجها في رابعة النهار للإجهاز على الديمقراطية المصرية والإطاحة برئيس جاء عبر صناديق الانتخابات بوسائل غير ديمقراطية لا تبرر للإسلاميين في مصر استخدام ذات الوسائل غير الديمقراطية والانقلاب على الجميع على خطى الحركة الإسلامية في السودان التي استشعرت المؤامرة عليها في عام 1989م، من خلال مذكرة القوات كتبت باسم القوات المسلحة لإخراج الحركة الإسلامية من السلطة ومحاصرة السيد “الصادق المهدي” رئيس الوزراء الضعيف جداً في مواجهة الأزمات وإرغامه على فض تحالفه مع الإسلاميين بالتهديد والوعيد لتصبح المؤسسة العسكرية وصياً على المؤسسة السياسية، ليأتي تشكيل حكومة ما بعد خروج الجبهة الإسلامية أو إخراجها على (مقاس) القوى العلمانية التي تآمرت على الديمقراطية في السودان، ومهدت لبعض جيوب العلمانية في الجيش جين ذاك للاستيلاء على السلطة.. وكان خيار الإسلاميين التقدم على الآخرين وإجهاض المؤامرة والاستيلاء على السلطة وفق تقديرات لظروف استثنائية أطاحت بالبلاد عام 1989م.
ما يحدث الآن في مصر من مؤامرة على الشرعية الشعبية من قبل القوى العلمانية والجيش المصري (المخترق) يبرر للإسلاميين المصريين استخدام وسائل غير ديمقراطية للاستيلاء على السلطة (عسكرياً) لا من أجل الإبقاء على الرئيس “محمد مرسي” في الرئاسة، ولكن للحيلولة دون وثوب دكتاتور علماني محمي دولياً على أعناق شعب أرض الكنانة وتنصيب نفسه (إله) جديد يحكم باسم الشعب زوراً وتزييفاً وبهتاناً.
لينفذ ما يُملى عليه من القوى الدكتاتورية العلمانية التي انكشف زيفها وبهتانها وتآمرها على الديمقراطية والتيارات الإسلامية التي تملك مفاتيح الشارع والأرصدة الجماهيرية، وتملك مشروعية الانقضاض على السلطة عسكرياً، إذا كان الساقطين في امتحانات الجماهير يخططون ويدبرون للإطاحة بالرئيس “محمد مرسي” في رابعة النهار الأغر باسم الشعب المفترى عليه، فلماذا لا يفعلها التيار الإسلامي في مصر وينهي اللعبة بضربة قاضية وباسم المؤسسة العسكرية التي يحتمي بها العلمانية من اليساريين والأمريكان وأتباعهم من سدنة النظام “المباركي” الساقط.
فلينهض الشباب الإسلامي من الضباط الوطنيين بأعباء التغيير كما نهضوا في السودان واستلام زمام السلطة وإنهاء حقبة الفوضى الحالية وفق دستور انتقالي يعيد لمصر ديمقراطيتها بعد (6) سنوات من الآن على الأقل حتى (ترعوي) التيارات العلمانية وتذعن للأمر الواقع وتحترم خيارات.
لماذا الانقلابات العسكرية حلالاً على العلمانية في الجزائر وعلى البعثيين في العراق وعلى الغربيين في موريتانيا وعلى أتباع أمريكا في يوغندا ورواندا وحرام على الإسلاميين في مصر والسودان؟ حينما يستخدم خصمك السكين والسيف يجز عنقك من العار أن تنتظر الشرطة إنقاذك والدفاع عنك وحتى عاجز عن الدفاع عن نفسك! والرئيس المصري الشرعي يتعرض لمؤامرة وانقلاب (أسود) يباركه خصومه من السياسيين والدول التي تدعي الحفاظ على القيم الديمقراطية، فلماذا ينتظر “مرسي” عدوه ليغرز سكينه في عنقه ويستقبل الموت كما يشتهي خصومه.. العين بالعين والسن بالسن والانقلاب يمثله و(تنقد الرهيفة)!