اجتماعات مغلقة في الخرطوم ضمت (البشير)، (طه) و (مشار)
بدأت في الخرطوم أمس مباحثات مغلقة صباحية ومسائية بين السودان وجنوب السودان استمرت حتى وقت متأخر من ليل أمس، دون إحراز نتائج نهائية في الملفات محل الخلاف بين الطرفين بشأن تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك. وأفادت مصادر مقربة من المباحثات أن الطرفين وضعا خلافاتهما على طاولة المباحثات وبدأت اللجان المختصة في بحثها نقطة نقطة، مبينة أن “الخرطوم” تمسكت بأن يقدم الجنوب ضمانات قوية بعدم وجود أي علاقة مع قطاع الشمال، بينما تمسكت “جوبا” بشرط إعادة استئناف ضخ النفط، وأرجئ مؤتمر صحفي لنائب رئيس دولة جنوب السودان لإعلان تائج الزيارة الى اليوم (الاثنين).
ووصل نائب رئيس دولة جنوب السودان الدكتور “رياك مشار” إلى الخرطوم صباح أمس (الأحد) على رأس وفد رفيع المستوى يضم عدداً من الوزراء، وانخرط فور وصوله مطار الخرطوم في مباحثات مع القيادة السودانية برئاسة الرئيس “عمر البشير” والنائب الأول “علي عثمان محمد طه”، وترأس “طه” الجانب السوداني، بينما ترأس الدكتور “رياك مشار” الجانب الجنوبي.
واستقبل الرئيس “عمر البشير” نائب رئيس دولة الجنوب “رياك مشار”، الذي وصل الخرطوم حاملاً تفويضاً من الرئيس “سلفاكير” لإجراء مباحثات معمقة لحلحلة القضايا الخلافية، بشأن تنفيذ اتفاق التعاون الشامل المبرم بين البلدين .
وتناولت المباحثات المشتركة بين “الخرطوم” و”جوبا”، الملفات الخلافية بين البلدين؛ من بينها قضايا الدعم، والإيواء، وملف النفط، وتنفيذ برتوكول التعاون المشترك باتفاقياته المختلفة.
وأفادت أنباء أن نائب الرئيس الجنوبي قدم للخرطوم بتفويض كامل من رئيس دولة الجنوب “سلفاكير ميارديت”، لاسيما بعد قرار الخرطوم وقف ضخ النفط الجنوبي عبر أراضيها مؤخراً خلال ستة أشهر.
وأعرب وزير الإعلام الدكتور “أحمد بلال عثمان” عن أمله في أن تحقق الزيارة اختراقاً للأزمة الراهنة، والوصول لاتفاق بين الجانبين، وقال في تصريحات أمس إن المبادرة بهذه الزيارة تستهدف إزالة أسباب الخلاف وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من الاتفاقيات التسع بين الدولتين.
وأشار الوزير إلى أن الزيارة ستتناول بحث المشاكل العالقة كدعم جوبا للمتمردين، واصفاً إياها بالتفاؤل الحذر، مؤكداً استعداد الخرطوم الكامل للتعاون وتطمين جنوب السودان على مخاوفهم إن وجدت، قائلاً إن أسباب الخلاف معروفة، وإذا زالت سيتم تنفيذ ما اتفق عليه دون إبطاء أو حاجة إلى وسطاء.
وحول إيقاف بترول الجنوب أكد الوزير أن مهلة الـ(60) يوماً التي أمهلها الرئيس “عمر البشير” لحكومة الجنوب لتوقف دعم الحركات المتمردة في الشمال لم تنته، وأنهم كانوا مضطرين لاتخاذ هذا الإجراء، وفي حالة إزالة الأسباب التي دعت لذلك تكون قد زالت أسباب الإيقاف.