"عساف" يصنع الفارق السياسي
{ أثار برنامج (عرب إيدول) جدلاً واسعاً في الآونة الأخيرة، وحقق نجاحاً منقطع النظير حتى على مستوى العالم ككل، حيث سيطرت أخبار المشاركين في البرنامج على وسائط الإعلام كافة وعلى رأسها (CNN) التي خصصت مساحة يومية للحديث حول آخر أخبار المتسابقين.
{ ولم تغيب أخبار (عرب إيدول) من الصحافة بكل لغاتها، حيث تربعت صور “عساف” و”فرح يوسف” وغيرهما على معظم الإصدارات اليومية، ليضحى البرنامج الأول دون منازع لهذا العام، مما يعني أن قناة (إم بي سي) قد تمكنت من إجبار المشاهدين على المتابعة من خلال برنامج طغى على القضايا كافة.
{ ثلاث شهور متتالية لم يتمكن أي منا أن يغادر مقعده لمدة ساعتين كاملتين يومي (الجمعة والسبت)، إذ إن طريقة العرض والديكور والشاشة والعمل الكبير في المونتاج وسرعة حركة الكاميرات والتكنولوجيا المصاحبة خلقت إحساساً متعاظماً بأهمية البرنامج والطرح المقدم من خلاله، وتابعنا تنافساً حميماً بين العرب لاختيار نجمهم الأوحد في موهبة الغناء، بمساعدة لجنة تحكيم ضمت أسماء بارزة في الساحة الغنائية العربية، فكانت الملكة “أحلام” التي حظيت باهتمام مختلف من خلال تعليقاتها اللاذعة وانتقاداتها المتواصلة لراغب علامة بروح دعابة مختلفة، بالإضافة لننوسة حبيبة الكل، التي أضافت رونقاً مختلفاً للبرنامج وللجنة التحكيم، لأن “نانسي عجرم” فنانة ذات شعبية كبيرة جداً ولا جدال حولها، وبالتأكيد لا يمكن أن نتناسى “حسن الشافعي” الذي أضحى فارس أحلام الكثيرات من بنات العالم العربي بهدوئه المعهود وأحاديثه المقتضبة والمفيدة ووسامته التي مكنته من أن يكون النجم الأوحد في البرنامج.
{ سبع وعشرون مشتركاً وصلوا إلى مرحلة العرض المباشر بعد تصفيات كبيرة تنافسوا فيها منافسه شريفة، عاشها المشاهد بترقب وحذر وخوف وقلق وحزن في أحايين كثيرة إبان خروج أحد الأصوات التي يرون أنها الأفضل للاستمرار، ولكن قواعد اللعبة تبين أن الفائز سيكون نجماً واحداً ولا أحد سواه.
{ وتردد في مواقع (الإنترنت) المختلفة أن مشاركة الفلسطيني “محمود عساف” تدبير مسبق من قبل إسرائيل لشغل الفلسطينيين من الأحداث التي تدور في بلادهم، وانبرى آخرون في سرد وقائع تؤكد وتعضد ما تم طرحه حتى يتم تشويه صورة المتسابق الذي نال أعلى نسبه تصويت في العالم، لأن الموهبة التي حباه الله بها قد سيطرت على كل الآذان المتابعة.
{ كتب “إفيخاي ادرعي” المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي على صفحته في (تويتر) قبيل إعلان النتيجة أن إسرائيل تقف خلف “عساف” لأنه موهبة تستحق الاحترام، وحينها انهالت سياط السخط والغضب وانطلقت الشائعات التي توضح أن “حماس” طالبت المشترك بالانسحاب، مما يؤكد أن المسابقة تحولت إلى عمل سياسي متكامل، خاصة أن الحراك الذي أحدثه ابن غزة في بلاده لم يشهد له مثيل، فكانت الشاشات المتحركة في أنحاء المنطقه كافة، مما يعني أن “عساف” قد ساهم في تحرير فلسطين فنياً ومعنوياً رغم أصوات الدانات.
{ نال “عساف” العديد من الجوائز ولكن نتوقف في إحداها التي تقلد من خلالها منصب سفير النوايا الحسنة.. إذ قال “محمود عباس” إن دولته قد قررت منحه مخصصات دبلوماسية لأنه أضحى سفيراً حقيقياً لفلسطين.. فما فعله ابن العشرينيات لم يتمكن الفلسطينيون الكبار من تقديمه لبلادهم طوال الأعوام المنصرمة، وعليه فإن “عساف” قد أثبت أن الفن رسالة سامية يمكن أن تقلب الطاولة على الأعداء والمتربصين في أي مكان في العالم.
{ عزيزي “بابكر صديق”.. هلا فكرت في تطوير نجوم الغد بقالب جديد يعيد موازين العمل السياسي في السودان و(يلم) الأعداء والأصدقاء على شاشه (النيل الأزرق) من خلال عروض متميزة وإخراج مختلف ومواهب تستفز المشاعر وتسيطر على أخبار الإعلام في وسائله المختلفة وتصحح الصورة المغلوطة عن دولتنا.