دواس الحكومة شين .. يا حميدتي
# لم يسمع المتمرد الأرعن “حميدتي” وأخوه الأهطل “عبدالرحيم دقلو” حكمة أهل دارفور وهم يرددون أمام كل من حمل بندقيته في وجه الدولة السودانية: (العاقل ما بداوس الحكومة .. دواس الحكومة شين).
# إغتر حميدتي بكثرة رجاله المرتزقة وآلاف التاتشرات المسلحة بالمدفعية ومليارات الدولارات في بنوك الإمارات ، فظن أنه سيجتاح كل السودان خلال ساعات ، فيستلم السلطة في الخرطوم ، ويصبح ملكاً متوجاً إسمه “محمد حمدان آل دقلو” في بلاد رفع علمها في الأول من يناير عام 1956 الزعيمان الخالدان المُنتخبان ديمقراطياً عبر صناديق الاقتراع الرئيس “إسماعيل الأزهري” وزعيم المعارضة ” محمد أحمد المحجوب” ، وقتها لم تكن تعرف خريطة العالم دولةً إسمها (الإمارات) !! ولم تكن أفريقيا والدول العربية تعرف الديمقراطية وتفهم معنى الانتخابات.
# حشد راعي الإبل الأرعن مائة ألف جندي في الخرطوم وأتى بعشرات المدرعات من “الزُرق” في شمال دارفور، ووضع يده بشراء الذمم على أكثر من (40) دبابة مجنزرة تابعة للجيش في معسكر الباقير ، قبل ليلة من شن هجومه الكثيف على القيادة العامة والقصر الجمهوري وبيت الضيافة مقر إقامة الرئيس في 15 أبريل 2023 ، وقبل ثلاثة أيام من الحرب الشاملة حاصر مطار مروي الحربي بعدد (110) تاتشر مزودة بمدفعية مضادة للطيران.
# كان نائباً أول للرئيس وقائداً للقوة الثانية في الدولة ومالكاً لمناجم الذهب والبنوك مثل “الثروة الحيوانية” و”الخليج”، وبنوك أخرى باسم رجال أعمال معروفين وآخرين نكرات ، في حساباته مئات الترليونات من الجنيهات ، ومليارات الدولارات في مصارف دبي ونيروبي وأسطنبول وأديس أبابا وكمبالا وجوهانسبرج ، فعاد كما بدأ مسيرته ، مجرماً نهّاباً رحّالاً ، لا سكن له في كل بقاع السودان ، بما في ذلك دارفور.
# دواس الحكومة شين يا حميدتي ، لا قِبل لك به ، وها قد رأيته أمس في “مدني” العزيزة ، حين نفذ الجيش أكبر عمليات إنزال مظلي وبحري واقتحام بري في هذه الحرب ، فلم يعرف جُندك المرعوبون من أي جهة انفتحت عليهم جهنم الجيش ، فاحترقوا وماتوا وهربوا يصرخون كالنساء أمام “أمات قرون” ، ويفرون فرار الأرانب.
# كان الجنجويد الجبناء يستغلون انعدام الذخيرة والسلاح عند الجيش ، باستغفاله وخداعه واستدراجه لحرب ما كان ينوي الدخول فيها حفاظاً على أمن البلاد وسلامة الشعب ، فما أن توفر السلاح وعادت مصانع الذخيرة تضخ الرصاص ، حتى تساقط عربان الشتات كما تتساقط أوراق الشجر في موسم الشتاء ، فالموت بالجملة مصيرهم المحتوم ، لا عاصم لكم من الموت بسلاح الجيش وهيئة العمليات وكتائب المستنفرين والقوات المشتركة ودرع السودان إلا عبور الحدود إلى تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
# تحرير مدني أمس فصل جديد في علوم الحرب والتاكتيكات الحربية يُدرس في الكليات والأكاديميات العسكرية ، درس لم يستوعبه “حميدتي” حتى الآن ، بدليل أنه عزا هزيمته في الجزيرة إلى الطيران الحربي وحده ، وما علم أن الجيش جاءه بالمظلات من السماء وبالقوارب من النيل وبالمشاة من ثلاثة محاور رئيسية ، فما كان أمام كلاب الصحراء من خيار غير الهروب أو الموت الزؤام.
# لقد عادت “مدني” الحبيبة وكل ولاية الجزيرة الوارفة الخضراء .. إخضرار الزرع وإخضرار الكاكي ، إلى حضن الدولة السودانية بعد سنة كبيسة أليمة ، عاشت فيها كل صنوف التعذيب والترهيب والنهب والاغتصاب والقتل الجماعي لأتفه الأسباب.
# عادت ولاية الجزيرة المُنتجة المُطعِمة لأهل السودان والدول المجاورة ، ليعود أكبر مشروع زراعي في العالم لدائرة الإنتاج .. قمحاً وقطنا وذرة وفول وبرسيم ، لتسقط دعاية المجاعة وتموت المؤامرة كما يموت الجنجويد.
# دواس الحكومة شين فسلّم يا حميدتي وسلّمي يا إمارات .. إما التسليم أو ينقرض كل عربان الشتات ولا يبقى منهم واحداً خلف حجر.