توقفت معظم الشركات الاجنبية عن الاستثمار في الذهب بسبب الحرب.
الحديث عن استيلاء الدعم السريع على مناجم الذهب ليس بالحجم المتداول في الوسائط
حوار : فاطمة عوض
قلل المدير العام لهيئة العامة الأبحاث الجيولوجية المدير التنفيذي لوزارة المعادن المهندس أحمد هارون من الحديث الدائر حول أن الدعم السريع كان يستولى على مناجم الذهب وقال إنه ليس بالحجم المتداول في الوسائط ووسائل التواصل الاجتماعي.
وكشف هارون عن حجم الخسائر في قطاع التعدين بسبب الحرب وبين إنها بلغت ٤ مليار دولار، وكشف عن فقدان الهيئة العامة للابحاث الجيولوجية فقدت كل بياناتها التاريخية منذ1905. وقال ان معظم الشركات لمقارها ومعلوماتها وكل أصولها بسبب الحرب وحتى تستطيع العمل بعد ترتيب أمورها هذا يحتاج لوقت ويقودنا إلى أن المنتج من المعادن الأخرى غير الذهب وبالأخص معادن الطاقة تحتاج الي تقانة متقدمة ومقدرة مالية وفنية.
حدثنا عن أذرع وزارة المعادن؟
تتكون وزارة المعادن من رئاسة الوزارة،الهيئة العامة للابحاث الجيولوجية الذراع الفني ،الشركة السودانية للموارد المعدنية الذراع الرقابي ،شركة سودامين الذراع الخدمي وشركة ارياب الذراع الانتاجي وحديثا تمت انشاء شركة معادن السودان وهي شركة خاصة بالتدريب والتأهيل وبناء القدرات.
*تاريخ هيئة الأبحاث الجيلوجيةوكيف نشآت ؟
يرجع تاريخ الهيئة الى العام 1905يعني تاريخ طويل جدا ومنذ ذلك التاريخ تطورت تطورا ملحوظا ،كانت تسمى مصلحة المساحة ثم تطورت لتصبح الهيئة العامة للابحاث الجيولوجية وكانت تتبع لوزارة الطاقة والتعدين وبعد تأسيس وزارة المعادن في 2010 تبعت لها وأصبحت الذراع الفني والأساسي لها.
*وما هي مهام هذه الهيئة؟
للهيئة مهام كبير جدا في منظومة وزارة المعادن ، حيث تقوم بالبحث والاستكشاف وتجهيز مربعات امتياز
وتوفير دراسات جدوى فنية واقتصادية والترويج للشركات سواء كانت وطنية أو أجنبية ومن ثم تتحول للرقابة لدى الشركة السودانية للموارد المعدنية بعد توقيع الاتفاقية، تتكون الهيئة من عدة إدارات عامة كلها تتبع للمدير العام لهيئة الأبحاث الجيولوجية ،الهيئة طوال السنوات الماضية حققت مكاسب كبيرة للدولة حيث بلغ عدد شركات الامتياز 160 مربع إمتياز وأكثر من 200 مربع صغير ،كل تلك المربعات يتم اعدادها من الهيئة العامة للابحاث الجيولوجية ثم بعد ذلك توقع اتفاقية إمتياز بواسطة وزير المعان
*ماذا عن المعادن الأخرى بخلاف الذهب ؟
السودان غني بالموارد المعدنية بمختلف أنواعها، المعادن الثمينة مثل الذهب والمعادن الأساس مثل الفضة والرصاص والنحاس
والعناصر الارضيةً النادرة والمشعة وعناصر الطاقة ، السودان لديها مخزون استراتيجي من المعادن لم يتم اكتشافها استغلالها ونتوقع ان شاءالله بعد رفع البلاء وبعد ان يعم السلام والاستقرار أن يكون السودان قبلة لكثير من الجهات الإستثمارية.
*كم حجم الفاقد من الذهب خاصة المهرب بواسطة الدعم السريع؟
من خلال رصدنا لإنتاج الذهب والمعادن الاخرى كان التهريب يشكل نسبة اكثر من 50% لكن نتيجة للضوابط والسياسات الآن نسبة التهريب تضاءلت إلى اقل من 25% ورغم ان انتاج الذهب من التعدين التقليدي كثير ولكن استطعنا عمل سياسات وضوابط واحاطة بانتاج الذهب حتى قطاع التعدين التقليدي وهذه السياسات كللت بنجاح كامل واستطعنا تقليل نسبة الفاقد من الذهب بالتهريب للحد الادنى.
صراحة مايشاع ان الدعم السريع كان يستولى على مناجم الذهب ليس بالحجم المتداول في الوسائط ووسائل التواصل الاجتماعي.
*هل تغيرت خارطة الاستثمارات الأجنبية بعد الحرب؟
صراحة بعد اندلاع الحرب معظم الشركات الوطنية والأجنبية توقفت عن العمل لدواعي أمنية وهذا حقهم ولكن بعد أن وصلنا بورتسودا في 17مايو2023 وضعنا ضوابط وسياسات تشجيعية لكل الشركات التي توقفت وفعلا عادت الشركات ورتبت أوضاعها وبعضها أصبحت منتجة خاصة في الولايات الخمس الآمنة اما الولايات الغربية فكلها الآن خارج التغطية ليس هناك شركة تعمل هناك وليس لدينا رقابة هناك بمعنى أن التعدين المنظم متوقف في الولايات الغربية كلها
من خلال رصدنا لانتاج الذهب والمعادن الاخرى التهريب كان يشكل نسبة اكتر من 50% لكن نتيجة للضوابط والسياسات الآن نسبة التهريب إنخفضت إلى اقل من 25% ورغم ان انتاج الذهب من التعدين التقليدي كثير ولكن استطعنا عمل سياسات وضوابط واحاطة تامة لانتاج الذهب حتى قطاع التعدين التقليدي وهذه السياسات كللت بنجاح خالص واستطعنا تقليل نسبة الفاقد من الذهب بالتهريب للحد الأدنى .
مع العلم ان تهريبه ليس بالحجم المتداول في الوسائط ووسائل التواصل الاجتماعي صراحة ..المنطقة الوحيدة المنتج للذهب للدعم السريع كانت في منطقة حفرة النحاس بولاية جنوب دارفور حتى جبل عامر ماكانت بالمستوى الذي تكلم عنه الناس وعندما استلمنا المشروع وجدنا الانتاج كان بسيطا جدا وربما يكون الدعم السريع الجهة الأكثر شراء للذهب وقد يكون الذهب الذي بحوزتهم مشترى وليس منتج والكلام عن تهريب الذهب بواسطة الدعم حتى وان كان صحيح ليس كما ورد في وسائل التواصل الاجتماعي.
*ولكن الحرب نشبت بسبب الذهب والاطماع ؟
اكيد والسودان اصبح قبلة لكل العالم والحرب الدائرة الآن ربما يكون الدعم السريع يحارب بالوكالة عن جهات لديها اطماع في السودان والصراع الدائر في العالم كلها صراع حول الموارد الطبيعية بصورة عامة من معادن ومياه ونحن من الدول الغنية بالموارد الطبيعية سواء كان معادن ، مياه او بترول لذلك تتوجه الانظار نحو السودان ولا يستطيعون غزوه بالوضع العادي بل عن طريق الحروبات مثلما يحدث حاليا في السودان لكي يستولوا على ثرواته المعدنية .
يمتاز السودان بتنوع جيولوجي التي ادت الي تنوع معدني، حيث ، هنالك معادن ثمينة مثل الذهب، معادن الطاقة مثل اليورانيوم والليثيوم و والمعادن الصناعية مثل التالك.
*ولماذا لم تستغل هذه المعادن بصورة واسعة؟
لاستكشاف وتقييم وإنتاج هذه المعادن تحتاج الي مقدرات فنية ومالية عالية ونحن ينقصنا التقانة والمال وكل العالم تطورت بالبحث لكن نحن في السودان لا نهتم بالبحث العلمي مثلا نحن في الهيئة العامة للابحاث الجيلوجية نفتقر لادني مقومات البحث ولاتجد تمويل من الدولة لتستطيع اجراء بحوث ودراسات فنية وتروج للثروات المعدنية وهي المشكلة الاساسية التي جعلت ثرواتنا غير مستقل،
لكن اتوقع بعد انتهاء الحرب تكون للدولة استراتيجية لمواردها والعالم الخارجي نظرته للسودان ستختلف، وسيغير سياسته تجاه السودان.
*التعدين التقليدي تشوبه كثير من المشاكل خاصة المواد المستخدمة فيه مثل الزئبق ،ماهي الضوابط الوزارية التي تحكمه؟
بالنسبة لنا الإنسان اهم من المال واستخلاص الذهب تستخدم فيه مواد كيميائية بطرق عشوائيةغير رشيدة وهذا يجعل كل المواد ربما تنتر في التربة وبعد ذلك تعمل آثار جانبية للمواطن،نحن في وزارة المعادن وضعنا قيود وضوابط منذ 2013 عملنا مايسمى بالارشاد التعديني مستهدف به المعدن التقليدي إضافة للمواطن الذي يسكن بجوار مناجم التعدين التقليدي حيث نقوم بتوعية المعدنين بمضار التعدين التقليدي وان استخدام المواد الكيميائية يمكن أن تصيب بأمراض قاتلة كالسرطان والفشل الكلوي وغيرها ويمكن ان تقوم بتخريب الجهاز العصبي بصورة كاملة لهذا عملنا إدارة كاملة في الوزارة إسمها الإرشاد التعديني ودورها الأساسي عمل موبايل كونفرانس اي مؤتمرات متحركة للتوعية لكن لسوء الحظ احيانا المواطن يعتقد أنه من الأفضل له أن يموت (شبعان) بدلا عن أن يموت فقيرا جائعا وهذا أحد الأسباب التي جعلتنا لا نستطيع أن ننفذ التوعية بنسبة 100% لكن الوزارة لديها سياسات في تنظيم التعدين التقليدي اولها اننا بصدد ان نجمع المعدنين التقليديين في شكل جمعيات تعدينية صغيرة ونوفر لهم مقدرات فنية ليتمكنوا من عمل دراسات بطريقة منظمة ويبدأون الإنتاج بطريقة محترفة ونستطيع وضع يدنا على نصيب الدولة من هذا الإنتاج .
أيضا من الضوابط نحول أصحاب التعدين التقليدي ذوي الإمكانيات العالية إلى تعدين صغير وهو تعدين منظم ومعروف على مستوى العالم وعن طريقه يمكن تقليل التهريب عبر سياسات واضحة.
*ماهي ضوابط وسياسات بنك السودان بخصوص الذهب حالياً ؟
من الجهات ذات الصلة بالتعدين وزارات المالية والبيئة والمعادن و بنك السودان ،مهام بنك السودان الأساسية تنظيم سياسات الصادر وعائد الصادر ،في البداية كانت هنالك شركتين أو ثلاثة تتنافس على مستوى السودان على شراء الذهب لكن الآن تم تحرير شراء الذهب واي جهة لديها القدرة على شراء الذهب ويصدر عبر قنوات رسمية وتودع قيمة عائد الصادر في البنك التجاري و عائد الصادر نستفيد منه في شراء السلع الاستراتيجية وقود،دواء ودقيق ومتوقع ان يصدر منشور برفع السلع الاستراتيجية من 3 إلى حوالي 7 أصناف وهذا يشجع المستثمر على الشراء والتصدير وشراء السلع الأخرى بخلاف الثلاثة الأولى.
أيضا من قبل كان عندما تبيع الذهب يتاح لك مدة 9 أيام فقط للتصرف في الذهب وإلا بعد ذلك يمكن للبنك الشراء منك بالسعر الذي يرضيه ولكن الآن متاح 21 يوماً اعتقد انها كافية للمستثمر للتصرف في عائد الصادر الخاص به.
*ماهي التحديات والمشاكل التي تواجه قطاع التعدين ؟
بعد اندلاع الحرب ظهرت كمية من التحديات والتحدي الجوهري فقدان كل المعلومات الجيلوجية التاريخية منذ 1905 الآن زيرو معلومات وبدأنا بعد شهر يوليو 2023 وحتى الآن التواصل مع الزملاء الذين يملكون جزءا من المعلومات والمشاريع الأجنبية التي عملت هنا في الستينات والسبعينات في الاستكشاف الجيلوجي والجيوكيميائي في السودان بدأنا في استعادة بياناتنا خطوة بخطوة ولكن مازل امامنا تحدي استرجاع كل مافقدناه.
التحدي الثاني ان المجتمع المحلي منذ2019 وحتى 2024 يعتقد اي شخص عنده قرار ،اعتراض المجتمعات المحلية للنشاط التعديني مشكلة اي شركة اجنبية تأتي ونعطيها مربع تصطدم بواقع مرير انها لا تستطيع العمل بسبب المواطن الذي يعتقد ان المربع يخصه ،هذا يقود لتقاطعات ببن المركز والولايات والمجتمع المحلي في السياسات والقرارات على مستويات الحكم المختلفة .
أيضا من التحديات بعد الحرب معظم الشركات فقدت مقارها ومعلوماتها وكل أصولها وحتى تستطيع العمل بعد ترتيب أمورها هذا يحتاج لوقت ويقودنا إلى أن المنتج من المعادن الأخرى غير الذهب سيأخذ وقتا .
*كم تبلغ خسائر قطاع التعدين بسبب الحرب؟
٤ مليار دولار على قطاع المعادن.
* كلمة أخيرة ؟
المعادن يمكن أن تكون بديل للكثير من الثروات وهي الشئ الوحيد الذي يمكن أن يقود البلد لبر الأمان وهذا يحتاج لسياسات سيادية وقانون سائد وتطبيق اللوائح والثروات المعدنية تكون ملك للدولة وليس المواطن وتغيير سياسات الصادر وتغيير التعامل مع بعض المحاور والدولة تعمل خطوات تنظيم بعد أن عرفت صديقها من عدوها فإذا فرزنا الكيمان جيداً سنعبر إلى بر الأمان.