الديوان

الفنان "عمر إحساس": الأغنية الدارفورية حصدت الجوائز ومثلت السودان خارجياً

يمتلك أمير الغناء الدارفوري الفنان “عمر إحساس” موهبة كبيرة وصوتاً عذباً يطرب بلا حدود، ودائماً ما تسبق ابتسامته كلماته، تفرد بأسلوب غنائي وطريقة في الأداء جعلته يحقق شهرة واسعة أكسبته جماهيرية عريضة داخل وخارج السودان، وهو يعتبر من الفنانين القلائل الذين استطاعوا أن يكونوا خير سفراء لبلادهم.
التقيت “إحساس” إبان زيارته الأخيرة لمدينة الفاشر التي قدم إليها للمشاركة في فعاليات الاحتفال باليوم الوطني للتطوع، وختام الملتقى الرابع لمفوضي العون الإنساني بولايات السودان الذي انعقد بالمدينة.

{ حدثني عن النشأة والميلاد؟
–    “عمر محمد مصطفى” ولدت بمدينة (نيالا) عاصمة ولاية جنوب دارفور، وفيها تلقيت دراستي الأولية ومن ثم التحقت بمعهد الموسيقى والمسرح في العام(1981م).
{ “عمر إحساس” الاسم واللحن والصوت الجميل الذي عرفه كل أهل السودان.. من أين جاء لقب الشهرة؟

– جاء من التغني بأغنية (إحساس) كلمات الشاعر الرياضي “كمال الدين مصطفى” وهي ثالث أغنية في حياتي الفنية، وكنت قبلها ألقب بـ(عمر الندامة) بعد أن غنيت (الندامة) للشاعر الراحل “الخير عثمان”.
{ ما هي أسباب غيابك عن الساحة الفنية خلال الفترة الأخيرة؟
– لم يكن غياباً، إنما هي وقفة لأسباب مرضية وسفر متواصل طيلة الفترة الماضية إلى مختلف بلدان العالم، أتمنى أن تكون عودة قوية بأعمال جديدة تلبي طموحات الجمهور.
{ هل لديك أعمال جديدة سترى النور قريباً؟
– لدي عشرة أغنيات جاهزة في طريقها إلى الجمهور خلال شهر (رمضان المبارك) و(عيد الفطر) ستعرض عبر (المسرح القومي) أبرزها أغنية (زينة العواصم) للشاعر “خالد عباس شقوري” وأغنية للشاعر “هاشم عبد السلام” بجانب (طلة عيونك) من كلمات وألحان الأستاذة “شادية عطا المنان”، كما أن هناك عروضاً حديثة بإيقاع (الدراجو) من قبيلة (الفلاتة).
{ كم عدد الأعمال الفنية المسجلة لديك؟
– لدي من التسجيلات الرسمية للبرامج ما يفوق الستين أغنية، ومن الأغنيات الخاصة بلغت (123) أغنية.
 { سجلت فيديو كليب جميل في التسعينيات بقرى (جبل مرة).. هل زرت الجبل خلال جولاتك الأخيرة؟
– لا لم أزر (جبل مرة) منذ تسجيل الأغنيات في التسعينيات وذلك بسبب اندلاع أزمة دارفور، وأتمنى أن أزوره قريباً.

{ لماذا كل أغانيك لدارفور وتبعد نفسك عن الغناء
السوداني العام؟
– نعم لقد درجت على تقديم أعمال ترتكز على موروث إيقاعي من منطقتي بدارفور، ولكن ذلك لا يمنع أن أتعامل مع الإيقاعات السودانية الأخرى.
{ ما هي أجمل الأغنيات المحببة إليك ومطلوبة لدى الجمهور؟
– كل أغنياتي محببة إليّ ولكن أغنية (دارفور بلدنا) هي الأقرب إلى نفسي، وعلى الرغم من مضي عشرين عاماً عليها، إلا أنها مازالت محل طلب الجمهور في المحافل كافة.
{ ما هو الأثر الذي تركته الأغنية الدارفورية خارجياً.. وما هو دوركم في معالجة مشكلة دارفور؟

– لقد تركت الأغنيات الدارفورية أثراً واضحاً وهي من أروع الأغنيات التي مثلت السودان خارجياً، حيث فازت أغنية في (دروب السلام) في مهرجان (قرطاج)، كما فازت أغنية (زولي) في (مهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون) وفازت أغنية )حمرا) في (مهرجان لبنان)، ولكن للأسف لا يوجد دعم لهذه المرجعية الناجحة.

{ ما هو دور الفن ومساهمته في حل أزمة دارفور؟
– نحن لا نخلق الحل، ولكننا ندفع بالعملية السلمية إلى الأمام وذلك من خلال مخاطبة وجدانيات الناس بأغنيات جميلة تعبر عن معاني السلام وهذا ما نقوم به حالياً.
{ تلاحظ أن وجود الأغنية الدارفورية المصورة (كليبات)  وعبر )اليوتيوب( ضعيف.. ما هي الأسباب برأيك؟
– لأسباب إنتاجية في المقام الأول، حيث لا توجد شركات لإنتاج مثل هذه الأغنيات، وأنا عبر(المجهر) أدعو والي شمال دارفور “عثمان كبر” لتبني مثل هذه الأعمال.
{ مقاطعاً – لكن ما دور رجال الأعمال في ذلك؟
– كما تعلم الاستثمار في السودان تقليدي ورأس المال (جبان) كما يقال، لذلك لم نجد استجابة في هذا الأمر من رجال الأعمال رغم مطالبتنا لهم بذلك.
{ ما هو رأيك في الأصوات الجديدة؟
– الفن السوداني حالياً بات مهدداً إما برحيل الفنانين الكبار أو من أقعدهم المرض، أما الأصوات الجديدة فهذه لم تقم بدورها كما يجب.
 { هل هناك اتجاه لتكوين اتحاد جامع لفناني دارفور بالعاصمة؟
– لا للأسف لا يوجد أي اتجاه لمثل هذا المشروع، والفرق الشعبية الموجودة بالولايات لا وجود لها إلا في الاحتفالات، ولكنني بذلت جهداً في هذا الاتجاه، حيث شرعت في تكوين رابطة لفناني ولاية جنوب دارفور بالعاصمة، وقمنا بتقديم
أعمال ثقافية ورياضية جميلة، وكان هناك منتدى راتب ولكنه للأسف توقف إبان اندلاع أزمة دارفور، وأتمنى من أبناء الإقليم الخيرين وهم كثر بالعاصمة تبني برنامج لتكوين إتحاد جامع للفنانين بالإقليم، وإيجاد مقر دائم لهم حتى يتمكنوا من جعل دارفور متقدمة ثقافياً وهي حبلى بالتنوع الإيقاعي والثقافي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية