رأي

مجرد سؤال

أعالى عطبرة وستيت.. مرحباً
رقية أبو شوك

اليوم (الخميس) سيتم، وعلى يد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، تدشين أولى توربينات أعالي عطبرة وستيت البالغة (4) توربينات بإنتاج (80) ميقاواط ،فيما يبلغ الإنتاج الكلي من الكهرباء المنتجة من المشروع (320) ميقاواط وستدخل بقية التوربينات تباعاً إلى أن تدخل آخر توربية في أغسطس من العام الجاري.
التحية، وتعظيم سلام لوزارة الموارد المائية والري والكهرباء للجهود الكبيرة التي تقوم بها وانعكست في استقرار التيار الكهربائي (ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله).. فـ(320) ميقاواط رقم ليس هيناً، إذ إنه سيساهم مساهمة كبيرة في تقليل فجوة الكهرباء، وكما هو معلوم فإن الإنتاج الحالي من الكهرباء يبلغ (3) آلاف ميقاواط، ويبلغ إنتاج سد مروي (1250) ميقاواط بالإضافة إلى كهرباء سنار، والروصيرص الذي تمت تعليته لتكون الاستفادة منه مضاعفة (كهرباء وزراعة).
أعالي عطبرة وستيت سيكون إضافة حقيقية لتوليد الكهرباء خاصة في ظل الطلب المتنامي للكهرباء والتمدد السكاني، بالإضافة إلى الاحتياج الكبير من الكهرباء لأصحاب المصانع، حيث نتوقع بعد رفع العقوبات الاقتصادية دخول شركات كثيرة أمريكية وأوروبية للاستثمار بالسودان.. أيضاً نتوقع أن تتم كهربة جميع المشاريع الزراعية خاصة بولايات الشمالية ونهر النيل، وبالتالي تخفيف العبء على الجازولين ليكون فقط لاستخدام المركبات التي تعمل بالجازولين، ويكون لدينا فائض كبير للصادر، ومن ثم نستفيد بطريقة كبيرة من الميزة النسبية للمواد البترولية وللكهرباء.
فالكهرباء تعدّ من الأدوات الفاعلة في تحريك العمل الاقتصادي ككل وتدوير ماكينات المصانع.. فالعملية الاقتصادية ذات ارتباط ببعضها البعض، فعندما نفقد رابطاً تنهار كل الروابط الأخرى، وعندما تم إنشاء سد مروي كان هنالك تخوف من أهل الشمالية كون المشروع سيقوم على أراضيهم ويحولها إلى (تذكار الزمان الفات)، لكنهم الآن باتوا يجنون الثمار.. فمروي غير من الحياة الاقتصادية بالشمالية وبكل السودان، وأصبح هنالك حراك وتشغيل للعمالة من أبناء المنطقة وغيرهم.. هذا بالإضافة إلى المشاريع الأخرى المصاحبة لقيام السد كمطار ومستشفى مروي وقرى إعادة التوطين التي تمت بطراز حديث.. الآن نفس المشهد تكرر في أعالي عطبرة وستيت، فهنالك مشاريع إعاشية ومياه القضارف التي سيتم تدشينها يونيو المقبل.. فالمشروع يعدّ فتحاً اقتصادياً على مواطني ولايتي كسلا والقضارف، بالإضافة إلى الاستفادة الكبرى التي ستدخل مباشرة الشبكة القومية للكهرباء والتي سيستفيد منها كل أهل السودان.
نتمنى أن يكون هنالك رضا تام من المواطنين الذين سيقام على أراضيهم سدا كجبار والشريك، فالسدود المقترحة لا شك ستؤدي إلى زيادة إنتاج الكهرباء بالبلاد، فالدول التي يشق النيل أراضيها وتكون عليها شلالات بدأت تفكر في إنشاء سدود عليها للاستفادة منها في إنتاج الكهرباء والتوسع الزراعي.. فحتى وإن كان لديها فائض من الكهرباء فإنها تبدأ في التفكير في تصدير الكهرباء لتصبح هنالك قيمة مضافة إنتاج وصناعة وتصدير.. من أجل هذا كانت حرب المياه، لأن المياه هي مصدر التنمية والاستقرار والحراك الاقتصادي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية