سعوديون عباسيون يتواصلون مع أقاربهمم السودانيين بالولاية الشمالية
ارتفعت الطائرة الخاصة التي تقل نقيب السادة (العباسيين الهاشميين) القادمين من المملكة العربية السعودية ضمن وفد عالي المستوى برئاسة الشيخ “حسني أحمد” والدكتور “فيصل بن فهد العاصمي”، و”خالد محسن المكادي” والشريفة “مها محسن المكادي”. قدموا في زيارة خاصة إلى السودان رتب لها رئيس رابطة العباسيين بالسودان “عامر عبد الرحمن” والمهندس “علي حسن البشير” وصلاً لأواصر الرحم بين نقابة العباسيين السعوديين وأهلهم بالولاية الشمالية، وحطت طائرة الوفد بمدينة (مروي) التي استقبلهم فيها المعتمد استقبالاً رسمياً، ثم ذهبوا مباشرة إلى (دويم ود حاج) الذي ارتفعت فيه حرارة الإستقبال وإصطف التلاميذ بمقبرة الملك “شايق ابن الملك حميدان”، ومن هنا بدأ مشوار(صلة الأرحام).
عباسيو السعودية يتعرفون على أهلهم الشايقية:
كان استقبال رجال المنطقة (دويم ود حاج) للوفد حاراً، حيث انطلقت الأعيرة النارية وزغردت النسوة اللاتي استقبلن السيدة “مها محسن المكادي” بحفاوة بالغة، وبدت (شلوخ) الشايقية أكثر حضوراً، وبعدها تحدث إمام مسجد “دويم ود حاج” الشيخ “محمد عطية الله” عن الصلة التاريخية بينهم والقادمين من أرض الجزيرة العربية، وتحدث عن الصلة بين عباسيي السعودية وأحفاد (العامراب) و(الشيخاب) و(العمراب) و(الوكيداب) و(العطيات)، وأخذ يسرد كيف أن أهل “دويم ود حاج” هم أحفاد السيد “عبد الرحمن محمد ود حاج ابن الشيخ علي الدويحي” من الأسرة الدويحية المعروفة بالجزيرة العربية، وقد جاء جدهم إلى منطقة (الكرو) التي استقر بها، ثم قدم إلى منطقة (دويم ود حاج) التي سميت باسمه وأحياها، وأقام بها خلوته لتعليم القرآن وأصول الفقه في العام (1117) هجرية، بعد أن أخذ الإذن من والده، فتأسس المسجد العتيق بمساعدة من جد (العامراب)، ومن سلالته الشيخ “إسماعيل الرفاعي” الذي جلس يعلم أهل المدينة المنورة بالمسجد النبوي الذي ظل ملازماً به لثلاثين عاماً واختط بيده موطأ ابن مالك الذي ما يزال موجوداً في دار الوثائق. تزوج الشيخ “إسماعيل الرفاعي” بالمدينة المنورة وأنجب ابنين، ولا يزال أحفاده هناك يصلون سيرته ومسيرته.
دموع الشيخ “حسني العباسي”:
وشكر الشيخ “حسني أحمد” رئيس نقابة الأشراف العباسيين بالسعودية في كلمته حفاوة الاستقبال، وقال لقد جئنا من السعودية لزيارة هذه المنطقة الجميلة التي تحمل داخل أرضها أجدادنا، ونحن الآن نخطو على خطاهم لنصرة هذا الدين، وأشار إلى صلات الرحم التي تجمعهم بـ”شايق ود حميدان” الذي يرجع بنسبه إلى العباسيين، وقال إن ذلك سبب الزيارة للتعرف على رحمهم ووصله، وإنهم سعدوا بالزيارة التي لن تنقطع بينهم وذرية العباس بالسودان، مشيداً بجهود أحفاد “ود حاج” في نشر الإسلام وعلومه، عقب ذلك زار الوفد السعودي مقبرة الأشراف العباسيين الهاشميين الشايقية بـ”دويم ود حاج “، فطفرت الدموع من عيني رئيس الوفد وهو يترحم على رحمه وهو يقرأ الفاتحة على أرواح الراحلين جميعهم.
وقبلها كان معتمد محافظة مروي “عبد الكريم عبد الرحمن” قد تحدث عن منطقة “دويم ود حاج” وعدها منطقة صلاح وعلوم وقرآن، شاكراً الشيخ “حسني” ووفد العباسيين على الزيارة وتفقد الرحم وربطهم للصلات.
(الكدنقا) تستقبل القادمين من خارج الحدود
وكانت المحطة التالية للوفد منطقة (حزيمة)، التي كانت بمثابة العاصمة للمملكة التي حكمها الملك “صبير”، وأستقبل الوفد بإيقاع (الكدنقا) الذي لم ينقر منذ معركة (كورتي) في العام (1821).
وزار الوفد مقبرة الملوك “صالح ابن والحاج “محمد كدنقا”، و”يوسف الأرباب” ابن الملك “صالح” بمنطقة (حزيمة). وتعني (الكدنقا) في اللغة النوبية (الولد البكر) وهو إيقاع ينادي بالحرب، وتمتلك أسرة “عبد الرازق أحمد سعد” النحاس التاريخي للمملكة القديمة في المنطقة، وتتعدد معاني إيقاعات النحاس ما بين الحصاد والنفير والزواج، ولم تخرج إلا اليوم احتفاءً بالقادمين لصلة أهلهم من خارج الحدود. الشيخ “أحمد حسن خشم الموس” عضو المجلس التشريعي السابق وأحد أعيان منطقة (حزيمة)، أقام وجبة إفطار على شرف الوفد العباسي السعودي، وكانت بحضور المهندس “علي أحمد حسن البشير” و”عمر عبد الحميد سيد أحمد” العضوين باللجنة التمهيدية لرابطة الأشراف العباسيين بالسودان ومعتمد مروي.
لتبدأ رحلة ما بعد الإفطار نحو موقع معركة (كورتي) التي زارها الوفد واستمع إلى كلمات عن شهدائها واستبسالهم، وبعدها زار (سد مروي) ثم قفل راجعاً إلى الخرطوم ليسافر بعدها إلى (العرشطول) بولاية النيل الأبيض لمواصلة أهلهم هناك.