رأي

مجرد سؤال

رقية أبو شوك

أنتم أزاهر دوحتي

شهر بحاله ابتعدت عنكم سادتي القراء.. ابتعدت عن الكتابة لظروف مرضية حالت دون التواصل معكم، لكن الابتعاد عن العمل الصحفي الذي أعشقه كان بالنسبة لي هو الداء الأكبر.. ولكنها الأقدار.
وهأنذا أعود من جديد ولساني لم يفارق كلمة (الحمد لله رب العالمين).. لأن المرض هو كفارة للذنوب والله إذا أحب عبداً ابتلاه.. وأحمد الله كثيراً للبلاء لأن الله يحبني وحب الله لي هو ما أتمناه وما دام الله تعالى يحبني فإن البلاء حتماً سينتهي وتعود لي العافية بالكامل وكأن شيئاً لم يكن.
رحلتي مع المرض جعلتني أتقرب أكثر لأتعرف على البلاء الذي لازم الأنبياء وقصة سيدنا أيوب مع المرض التي امتدت سنوات وسنوات، وعندما عافاه الله عاد شاباً لم تعرفه زوجته عندما رجعت إلى المنزل بعد رحلة يوم كامل من البحث عن القوت بعد أن ابتاعت شعر رأسها.. قال تعالى على لسان سيدنا “أيوب”: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).. إلى أن شفاه الله: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ).
نعم لسنا بأنبياء.. فالأنبياء اصطفاهم الله رب العالمين.. نحن كبشر لم نملك قوة تحمل الابتلاءات لكن ماذا نحن فاعلون عندما تقع الأقدار؟!
شكرا لكل الزملاء.. وشكراً للقراء الذين افتقدوني وهاتفوني.. وشكراً للذين افتقدوني ولم يهاتفوني. وأقول لهم جميعاً:
ناس بتدي حياتنا معنى
دنيا زاهية وأحلى كون
ناس بتملأ حياتنا فرحة
وتطرد الخوف والشجون
ديل نشيلهم فوق رؤوسنا
وجوه في حدق العيون
ونقول لهم كذلك:
ستظل لي فيكم حياة
ما دام إيقاع القلوب
لحن التنفس والرجاء
ولئن بعدت
فإنني كلي إليكم انتماء
معنى الصداقة انتماء
معنى الصداقة اتحاد
اهتمام وعطاء
هي أن نظل لبعضنا
ما دامت الأيام دوماً أوفياء
أنتم أزاهر دوحتي
التحية لكاتب هذه الكلمات التي وجدت ضالتي فيها.. انتقيتها لأنها تعبر عما بدواخلي عن كل أهلي وعشيرتي وكل الذين أحبهم وأثق في التعامل معهم، والذين بادلوني الصدق والوفاء والإخلاص.
كنت أتمنى أن أعود للكتابة وتكون أول مساحة ابدأ بها عن انخفاض الأسعار، ولكنها للأسف الشديد ازداد لهيبها رغم انخفاض الدولار الذي بلغ (8.2) جنيه بعد أن تجاوز الـ(9) وقارب الـ(10) جنيهات.. انخفض الدولار وكأن شيئاً لم يكن.. التجار كانوا يتعللون بارتفاع الدولار.. الآن نقول لهم انخفض الدولار ولكن الأسعار لم تنخفض.. الشماعة التي كنتم ترمون عليها مبرراتكم قد انتهت.. الأسواق يا هو نفس حالها رغم الحديث عن البيع المخفض وأسواق تخفيف المعاناة.
الوضع الاقتصادي ما زال غير مطمئن ما دام السوق والحديث عن الاستقرار الاقتصادي غير مقنع وما دامت الأوضاع المعيشية متردية والأجور لا تفي بالاحتياجات التي نحسب أنها ضرورية وليست كمالية.
يا ربي البرنامج الخماسي سيغير الوضع الاقتصادي الحالي؟؟؟ نتمنى أن يحدث التغيير الذي نشعر به ونحسه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية