الديوان

(بودي جارد) أحمد الصادق… مُشاط (أحمد بورتسودان).. وأشياء أخرى: تقليعات المطربين الشباب…… (الشوف) قبل (السمع) أحياناً..!!

ليست بالتقاليع المستحدثة وحدها يحيا الفنان في عقول وقلوب الناس وليست الطلة (المشاترة) هي التي ستحجز لأصحاب المواهب العاطلة موقعاً لا يستحقونه.
نقر بأحقية أي جيل في التعبير عن أحلامه وأفكاره وابتداع ما يراه مناسباً من طرق ووسائل لإيصال تلك الأحلام….أو للتعبير عنها… ولكن يبقى ثمة خيط رفيع وفاصل بين وسائل التعبير المبتكرة وغير المطروقة، وبين ما يلجأ إليه كثير من المطربين الشباب لـ(صفع) كثير مما هو متوارث لهثاً وراء تقليعات جديدة ما ألفناها مِنْ مَنْ سبقوهم من المطربين.. ثمة قائل إن الظرف الزماني والمكاني وتغيير المناخ الاجتماعي والفني أصبح مهيأً لقبول أية أفكار جديدة… وأن التطور الطبيعي أن تصاحب ذلك تغييرات مماثلة على مستوى (الشو) و(العرض)، ولكن ذاك شيء والقفز عبر حوائط ما استطال من قيم فنية عرفية معروفة منذ عقود من الزمان شيء آخر، نعم نساند التغيير في طرق التعبير تلك، ولكن في حال أتى التغيير مصحوباً باستحداث ما تنفر منه العين وترفضه الأذن ويلفظه المجتمع لغرابته وشذوذه، فهذا يصبح شأناً آخر قد يندرج تحت خانة التطرف الإبداعي غير المحبب.
 بعض الفنانين الشباب أدركوا مؤخراً الحاجة إلى التغيير، ولكنهم أدركوا في ذات الوقت أنهم لا يملكون أدواته… الأدوات التي نتحدث عنها هي البحث عن أفكار أغنيات جديدة غير مطروقة وألحان رائعة ومن ثم التنقيب عن ما يمكن أن يجمعها في إناء فني له خاصية الإبهار ولفت الانتباه إليها… ولكن معظمهم تجاوز متعمداً أو جاهلاً تلك الأدوات وذهب إلى البحث عن أدوات غيرها لا تكلفهم عناء البحث والبروفات المكثفة والتدريب… فوجدوها (طائعة) تجرجر لهم أذيال غرابتها وشذوذها.
تقليعات “أحمد الصادق”..
ربما أن المطرب الشاب “أحمد الصادق” يعتبر من أكثر المطربين بحثاً عن التقاليع الغريبة والملفتة للنظر، كان أخرها في حفله الجماهيري مؤخراً بـ(حديقة القرشي) بعد أن ظهر محاطاً بحرس خاص (بودي جارد)، الأمر الذي أثار استهجان الناس والمراقبين، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها “أحمد الصادق” محاطاً بالـ(بودي جارد)، ولكن سبق له أن غنى في (نادي الضباط) بالخرطوم محاطاً بعدد كبير من الحرس… وابن الصادق ذاته هو صاحب التقليعة الغريبة التي استحدثها في المهرجان الغنائي الكبير (أماسي أم در) حين دخل إلى المسرح وهو محمولاً على كرسي كبير يحمله رجال أشداء كأنما رجلاه لا تقويان على حمل تجربته الفنية الهشة، أثار الموقف وقتها عاصفة من الغضب كون أن المسرح الذي غنى فيه عمالقة الفن بالبلاد ممن سبقوه لم يأتوا بحادثة مماثلة.
“أحمد بورتسودان”…. جدلية (الحلق) و(المُشاط)..
الفنان الشاب “أحمد بورتسودان” رغم أنه من الجيل السابق لمعظم مطربي الساحة الفنية في الوقت الحالي أمثال “شكر الله” و”أولاد الصادق” وغيرهم، إلا أن تجربته لم تراوح مكانها، وما يدلل على ذلك أن لا أحد الآن يستطيع أن يذكر اثنان أو ثلاثة من الأعمال الغنائية التي توسم تجربة الفتى القادم من الشرق الحبيب… أظن أن “أحمد بورتسودان” أدرك هو الآخر أن الاعتماد على موهبته وحدها ليس كافياً البتة ليجعله من نجوم الصف الأول أو حتى الثاني. ظهرت له صورة  خلال الأيام الماضية في الترويج لألبومه الجديد وهو يرتدي (حلق) إلا أن “أحمد بورتسودان” سارع إلى نفي خبر ارتدائه هذا (الحلق)، وأكد أن الصورة التي انتشرت له (مزورة)، وأن أحداً ما عبث بها، إلا أنه اعترف في ذات الوقت أنه لجأ خلال وقت سابق إلى (مُشاط) شعره… ولا أدري ما السبب الذي دعاه إلى اجترار ما تداعى  من ذاكرة الناس سوى أن يذكرهم بأنه صاحب (تقليعات لا يمحيها الزمان). 
 
تقليعات وظواهر جماهيرية
لا يمكن الحديث عن الظواهر الغريبة بمعزل عما يبتدعه كثير من الجمهور خلال الحفلات الجماهيرية العامة، ولعل جمهور المطرب الراحل “محمود عبد العزيز” كانوا الأكثر من غيرهم قدرة على إثارة الدهشة بتعبيراتهم الغريبة، بل والمنفلتة في كثير من الأوقات، ولا أظن أن حفلاً واحداً من حفلات (الحوت) مر دون أن يشهد حادثة مثيرة أو غريبة لم تألفها العين ولا الأذن… أحد معجبي (الحوت) صعد في إحدى حفلاته عمود إنارة شاهق جداً بهدف إلقاء التحية على نجمه المحبوب، وعندما التفت له “محمود” أمر الفرقة الموسيقية بإيقاف الأغنية حتى عاد الشاب إلى موقعه بين صفوف الجماهير.. بالإضافة إلى أن حفلات “محمود” دائماً ما تشهد حالات تمزيق ملابس وبكاء هستيري تفاعلاً مع كلمات أغنياته.. وكان الراحل دائماً ما يتعامل مع تلك الحالات بعقلانية كبيرة ووعي ثمَّنه كثير من الناس لجهة أنه كان يتعامل مع جمهوره كأصدقاء وليس معجبين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية