أخيره

الإعلامي المخضرم "عمر الجزلي" في بوح شفيف: (أسماء في حياتنا) بمثابة ابني الأكبر .. وهكذا أبكيت «بازرعة»!!

له بصمات واضحة في مجال الإعلام خاصة الإذاعة والتلفزيون.. وقدم العديد من البرامج التي مازال لها صدى وأصبحت من البرامج التوثيقية النادرة.. وقد سقطت عدة دمعات من عينيه ونحن نجري معه هذا اللقاء عندما تذكر رحيل الأعلام من أبناء هذا الوطن.. حاولنا أن نتعرف على جوانب مختلفة من حياته.. أين كان ميلاده.. وأين كانت بدايات تعليمه.. كيف دخل عالم الإذاعة.. ومن الذي أجرى له اختبارات الالتحاق بها.. أشهر البرامج التي قدمها.. وكيف جاءت فكرة (أسماء في حياتنا). نقدمه للقاريء عبر هذه المساحة، وقد سألناه بدءاً
} من أنت؟
– “عمر محمد عثمان الجزلي”، وُلدتُ بمدينة تندلتي، التي ذهب لها جدي بغرض التجارة، وأصبح من كبار التجار فيها، وفيها تلقيت بداية تعليمي، ومن ثم انتقلت إلى مدينة أم درمان التي استقرت بها الأسرة بعد انتقالها من مدينة دنقلا، وواصلت تعليمي بمدرسة أم درمان النموذجية الأولية وانتقلت بعدها إلى بيت الأمانة المتوسطة ثم الجمهورية، ثم عدت مرة أخرى إلى بيت الأمانة الوسطى ثم بيت الأمانة الثانوية ثم جامعة أم درمان الإسلامية كلية الإعلام.
} كيف جاء التحاقك بالإذاعة؟
– بعد أربع محاولات تقديم للالتحاق بالإذاعة كان يرفض طلبي بحجة عدم وجود وظائف شاغرة.. وأخيراً تقدمت للقوات المسلحة، وشاءت الأقدار أن أقبل بالقوات المسلحة ثم تطلبني الإذاعة للعمل بها، ففضلت العمل بالإذاعة لأنها كانت رغبة راودتني منذ زمن طويل.
} من الذي أجرى لك الاختبار؟
– أذكر أن المتقدمين للإذعة آنذاك فاقوا المائتين، ووزعت أوراق للامتحان، ولظرف ما لم أكن موجوداً لحظة تقديم تلك الأوراق. وعندما دخلت على اللجنة التي كان فيها الأستاذ “محمد خوجلي صالحين” وكان كبير المذيعين، اعتذرت له لعدم حصولي على الورقة الخاصة بالامتحان، فأدخلت الاستديو (B) وضمت اللجنة الأساتذة “يس معني” و”عبد الرحمن الياس” و”أبو عاقلة يوسف” و”محمد العبيد” و”عبد الله الشيخ”. وطلب مني قراءة مادة في التاريخ والدين والأخبار، وقدمت كل مادة وفقاً لمتطلباتها، فأثنى عليَّ الأستاذ “صالحين”، ولكن “محمد العبيد” قال له لا بد من إجراء اختبارات المعلومات العامة والانجليزي. وبعد أسبوعين ظهرت النتيجة وكنت واحداً من ثلاثة أسماء تم اختيارهم للعمل بالإذاعة.
} أول عمل إذاعي قدمته؟
– كان برنامج كلام وألحان، ثم مسرح الفنون، وذاع صيتي عندما قدمت برنامج (7×7)، ومقدمته كانت بصوت الأستاذة الراحلة “ليلى المغربي”، وموسيقى البرنامج أخذتها من فلم (جانوار)، ووجد البرنامج قبولاً طيباً من الجماهير حتى نافس برنامج ما يطلبه المستمعون.
} والبرامج الأخرى التي قدمتها؟
– قدمت قصاصات وأغنيات ومشوار داخل فنان وأغنياتي وذكرياتي، ومن ثم بدأت أهتم بالتوثيق، فقدمت العديد من الفنانين أمثال “عثمان حسين” و”الشفيع” و”شرحبيل أحمد” و”أحمد المصطفى” وغيرهم.
} وماذا قدمت بالتلفزيون؟
– قدمت مع الأستاذة “رجاء أحمد جمعة” برنامج بريد المشاهدين ومن ثم قدمت من سفر الخلود و(خمسة فيديو) ومشوار السهرة.
} من الزملاء المقربون لك؟
– “أبو بكر عوض” و”حمزة مصطفى الشفيع” و”أيوب صديق” و”عطية الفكي” و”خليل الشفيع” و”حمدي بولاد” و”حمدي بدر الدين” و”متوكل كمال”. وفي الإذاعة “عبد الرحمن أحمد” و”علم الدين حامد”.
} متى بدأ برنامج أسماء في حياتنا؟
– بدأ البرنامج في عام 1975م، وأذكر أنني سهرت في ذلك اليوم حتى الرابعة صباحاً، وكنت أقلب في الأسماء حتى اهتديت إلى اسم (أسماء في حياتنا)، فأطلعت الأخ “محمد البصيري” الذي أعجب بالاسم وهنأني، ومن ثم ذهبت للأخ “متوكل كمال” وكان مدير البرامج فوافق وطلب مني أن أبدأ.
} من هو أول شخص استضفته؟
– كان الأستاذ “محمود أبو العزائم”.
} والأسماء التي أحسست قوتها؟
– الأستاذ الراحل مولانا “عوض الله صالح” والأستاذ “بشير محمد سعيد” و”جمال محمد أحمد” والفنان “أحمد المصطفى”.
} كم عدد الشخصيات التي قدمتها حتى الآن؟
– تفوق الألفين.
} كيف سجلت لبازرعة؟
– أذكر عندما ذهبت إلى المملكة العربية السعودية وكان وقتها الأستاذ “محمد المكي إبراهيم” وزيراً مفوضاً، فبحثنا عنه عدة مرات حتى التقيناه، فالأستاذ بازرعة لم يكن مهتماً بالأضواء، وقال له الأستاذ “محمد المكي” هذا “عمر الجزلي” فقال له: أعرفه، وفي بادئ الأمر سجلت معه عبر برنامج أوتار الليل وفي المرة الثانية أدخلني غرفته الخاصة، وكانت تحتوي على كرسي قديم ومذياع وكمية من الكتب والأوراق المبعثرة؟
} كيف أبكيته؟
– عندما بدأنا التسجيل واستمر لعدد من الحلقات، في إحداها قلت له: (يا “بازرعة” أنت تمثل الوفاء في أسمى معانيه، أتذكر تلك الأيام.. فعندما أبلغتَ بنبأ رحيل الذي كنت تعزه وتحبه كنت ضمن موكب المشيعين وتدثرت بعمامة بيضاء ونظارة سوداء وكنت في آخر الموكب). فبدأ “بازرعة” يبكي ويقول لي (كفى كفى يا “عمر”).. فالتقطت الكاميرا وصورت المشهد بنفسي والدموع تتساقط من عينيه، وكانت لحظات حزينة شدتني وشدته فأوقفنا التسجيل. وقالت لي شقيقته: سوف يدخل غرفته ولن يخرج منها، فمن أين تأتي بمثل هذه القصص.. ولكن واصلنا التسجيل بعد ذلك فكانت من أجمل الحلقات التي قدمتها..
} ألم تفكر في إصدار الحلقات في شكل كتب؟
– البرنامج حصل أكثر من باحث فيه على درجتي الماجستير والدكتوراة، وقال عنه الأستاذ “علي عثمان” النائب الأول لرئيس الجمهورية إنه الذاكرة المرئية، وشكل لجنة لتتولى مؤسسة الشهيد الزبير إصداره في كتب، واعتبره ابني الأكبر ولكن الفضل يرجع فيه لكل (التيم) العامل في إنجاحه..
} البعض يتهمك بأنك قاتل ضيوفك؟
– هذه أقوال يرددها البعض، وهي أقوال سخيفة، لأن الأعمار بيد الله، وقد أجريت أول مقابلة مع الأستاذ “أبو العزائم”، وتوفي عن عمر يناهز الثمانين عاماً، وهناك الكثيرون ما زالوا أحياء.
} إذا أعدناك للماضي ما هي المواد المحببة لك؟
– اللغة العربية والتاريخ.
} هوايات كنت تمارسها؟
– القراءة والاستماع للإذاعات والفضائيات.
} أيام فرح عشتها؟
– أيام فرحي عندما أشاهد والدتي صباح مساء وأقبل رأسها ورجليها وتقول لي: عافية منك..
} في مجال الرياضة؟
– أنا هلالابي.. وأشجع المريخ.
} وفي مجال الفن والغناء لمن تستمع؟
– كل عمالقة الفن على رأسهم “عثمان حسين” و”الشفيع” و”أحمد المصطفى” و”إبراهيم عوض” و”الفلاتية” و”رمضان حسن” و”التاج مصطفى”.
} ومن الجيل التالي؟
– عاصم البنا..
} هل لك انتماء سياسي؟
– أنا لا أحب السياسة ولا أنتمي لأي حزب سياسي وحزبي الوحيد هذا الشعب..
} أيام حزنت فيها؟
– عندما توفي الوالد وجدتي وشقيقي “صلاح” ورحيل “عثمان حسين” و”أبو العزائم”.
} مدن عالقة بذاكرتك؟
– سويسرا ورومانيا..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية