الاعمدةصدى الصمت - مها الرديسي

ردحي الساسة ..!

بالأمس وصلتني أحدى التغريدات الساخرة لفتاة سودانية تبث حزنها و قلقها على أولادها في المستقبل و كيف يمكن أن يكتب لهم تاريخ هذه الفترة الإنتقالية من حكم السودان و ما صاحبها من (الردحي) و قد استعملت هذه الكلمة في تعليقها المضحك المبكي للتعبير المختصر عن تلك العاصفة من الملاسنات و التهديدات المتبادلة دون كياسة و حنكة سياسية بين المكونيين المدني و العسكري و التي أطلقت على الهواء مباشرة بعد فشل المحاولة الإنقلابية للواء عبد الباقي بكراوي/ قائد ثاني المدرعات يوم الثلاثاء الماضي21 /9 .. فكانت ردود المعلقين على تغريدة الفتاة متفاوتة و أيضا تحمل الفهم و بعد النظر لهؤلاء الشباب لما يدور في الساحة السياسية .. البعض طمأنها بأن لا تخاف و لا تقلق فدائماً الردحي بين الساسة هداهم الله على مر الحقب .. يُحذف كليا عند كتابة التاريخ ، و رد عليها البعض الآخر قفزا بالزانة مشككا في أن تاريخ السودان اصلا كله كلام فارغ و مزور و محتاج إعادة كتابة و صياغة من جديد .. و هناك من ضحك مستظرفا و قال لها ، لكن أنتي و الله إنسانة عميقة خلاص و جبتي الزيت ، لقد تجاوزتي أزمتك الحالية تماماً و عبرتي بنا النفق نحو المستقبل المشرق !!

وسائل التواصل الإجتماعي السودانية هذه الأيام ممتعه للغاية و متنفس طبيعي عن التوتر و الغضب و ملهاة حقيقية و متعمدة قصد بها شغل الناس عن الأوضاع المعيشية المتردية و ذلك بمتابعة المهاترات و المشاحنات و الشائعات و الأكاذيب التي ظلت تصاحب هذه الفترة الإنتقالية …

نعود لنسأل نفس سؤال الفتاة صاحبة التغريدة هل سيكتب هذا الردحي عند كتابة تاريخ هذه الفترة الإنتقالية من حكم السودان أم أنه سيُحذف كما قال لها المعلقون حفاظا على صورة الأجداد و مشاعر الأجيال القادمة ؟!!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية