أخبار

الخضر في المركزي!!

* هل فكر السيد والي الخرطوم في الخروج عن المألوف وزيارة بعض الأسواق في ثياب مواطن عادي بلا حراسات و(صفافير) وعسس وجنود أشداء غلاظ يتقدمون موكبه، وآخرون يحيطون به ويحجبون عنه رؤية حقائق الشارع، كما تبدو عارية وليست حقائق مكتوبة على الأوراق والتقارير الزائفة الكذوبة؟!
* والي الخرطوم سياسي بارع رجل تنفيذي بكفاءة وخبرة طويلة ممتازة، ولكنه (غارق) في قراءة تقارير الأداء ويثق في الذين من حوله من الوزراء والمعتمدين وضباط الصحة والمجالس وأصحاب العمائم البيضاء من الشعبيين لجان شعبية، ولجان زكاة، ولجان تزكية مجتمع، ولجان أراضي ولجان أخرى يصعب إحصاؤها ومعرفة عناوينها، وأعمالها وأنشطتها، ولم نعهد في والي الخرطوم منذ انتخابه من القاعدة العريضة القيام بحملة (تفتيش) مباغتة لبعض المؤسسات أو حتى زيارة الأسواق والأحياء السكنية، كما كان يفعل العقيد “يوسف عبد الفتاح” أيام الثورية ووهج الإنقاذ وبريقها القديم.
* السوق المركزي جنوب الخرطوم (أقطع دراعي اليمين)، كما كان يقسم “عبد الناصر” أيام الثورة الناصرية في إذاعة (صوت العرب) وبوقها (أحمد سعيد)، لم (يزره) الوالي الخضر ولم يطف عليه المعتمد (نمر)، ولم يسأل عنه وزير التخطيط العمراني الفريق “الرشيد الفقيري”، ولكن وزير المالية وشيخ عرب البطاحين “صديق محمد علي الشيخ” تكتنز خزائن وزارته يومياً ملايين الجنيهات من عائدات سوق يمثل أكبر مهدد لحياة السودانيين في العاصمة، وسبباً رئيسياً في زيادة عدد المرضى بالمستشفيات حتى اضطر مدير مستشفى أم درمان لاستغلال المسجد كعنبر للمرضى الأيام الماضية بسبب السوق المركزي والسوق الشعبي وسوق ستة وسوق كرور وسوق زقلونا وبقية الأسواق التي تصدر للمواطنين الأمراض، وهي تحتضن الأوبئة وتفرَّخ الذباب والبعوض والديدان.
* لن يستطيع والي الخرطوم عبور السوق المركزي من النفق حتى سوق الخضر والفاكهة من الروائح الكريهة المنبعثة من بقايا الأطعمة ومياه الأمطار تغطي كل الساحات بين ثلاجات الخضر والفاكهة ومراكز بيع اللحوم، حيث (يضطر) الجزارون لإشعال النيران حتى يتصاعد الدخان الأبيض لطرد الذباب من اللحوم الحمراء والبيضاء، والكلاب الضالة شبعت من بقايا اللحوم التي يتم التخلص منها بطريقة عشوائية في أحواض النفايات التي يصعب الوصول إليها بسبب المياه المتراكمة والروائح (الكريهة)!
* أضحى السوق المركزي يا سعادة الوالي المصدر الأول للأمراض، وإذا لم تتداركه سلطة الولاية بإغلاق السوق ولو مؤقتاً، فلتتوقع الحكومة الاتحادية قريباً جداً إعلان ولاية الخرطوم منطقة كوارث صحية وتتوافد على بلادنا المنظمات الأممية من منظمة الصحة العالمية إلى (هيرمان رايتس واتش) لإنقاذ سكان العاصمة السودانية من وباء خطير يحيق بهم بسبب ما يحدث في السوق المركزي من جرائم في حق الإنسان، ونصف سكان العاصمة يأكلون اللحوم والخضروات والفواكه من السوق المركزي، ولكن متى ينهض “د. عبد الرحمن الخضر” من مقعده ويتفقد المركزي بشرط أن يمدده وزير الصحة (بكمامات) صحية حتى لا نفقد والياً انتخبناه بحر إرادتنا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية