صابرين يا "صابر"!!
{ هل هي كلمات عابرات لمجاملة ودغدغة مشاعر شباب حزب المؤتمر الوطني في عقر دارهم، حينما زارهم الدكتور “الحاج آدم يوسف” رئيس أهم قطاع في الحزب (السياسي)، ودعا كهول وشيوخ الحزب للتنحي للشباب القادمين.. ومدح د. “الحاج آدم” الشباب ودورهم في الحياة العامة، وانصرف الدكتور للقصر لتتسرب معلومات من القصر نفسه عن ترشيح الدكتور “صابر محمد الحسن” لمنصب وزير المالية في التغييرات التي (أوقفتها) حرب “أبو كرشولا” مؤقتاً.. فهل د. “صابر محمد الحسن” من تيار الشباب في حزب المؤتمر الوطني، أم من شيوخه القابضين على مفاصل السلطة منذ (23) عاماً وهم يتنقلون بين الوزارات مثل تنقل الفراشات بين الأزهار؟! وحينما كان د. “صابر محمد الحسن” المرشح لمنصب وزير المالية (دستورياً) في حكومة السودان، كان “أوباما” رئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكية طالباً في الجامعة يغازل الفتيات ويحتسي (الفودكا) في المقاهي.. و”صابر محمد الحسن” في عنفوان الشباب على أعتاب الخمسين من العمر يهتف مع الشباب (هي لله هي لله) بلسان نصف أعجمي فشلت معه كل محاولات الاستعراب التي بذلها أصدقاؤه ورفقاؤه.. ومن وزارة المالية لبنك السودان وأمانة الاقتصاد في الحزب وبعض المصارف الخاصة (تقلب) “صابر” مثل الكثيرين من شيوخ الإنقاذ في المواقع والمناصب.. أكلوا أكثر من خريف وحصدوا عدداً من المشروعات و(أفرغوا) ما في أدمغتهم من خطط، وانتهت عبقريات هؤلاء إلى حصاد اليوم من تدهور مريع في القطاع الزراعي واختلال في الميزان التجاري وخفة وزن وقيمة الجنيه السوداني، الذي بفضل عبقرية مجموعة “صابر محمد الحسن” أصبح ضعيفاً حتى في مواجهة عملات مثل الجنيه المصري و”الشلن” الكيني و”النقفة” الإثيوبية!! فما الذي سيأتي به “صابر” من جديد حتى يتم ترشيحه لوزارة المالية؟!
{ ود. “صابر” أكبر سناً من وزير المالية الحالي “علي محمود” بنحو (20) عاماً!! فكيف يدعو السيد “الحاج آدم يوسف” كهول الوطني للتقاعد والتنحي، والوطني يعيد طلاء وجوه قديمة أعطت ولم تستبق شيئاً؟! هل عقم المؤتمر الوطني ونضب رحمه الولود عن تقديم وجه اقتصادي جديد من تيار الشباب الذي أثبت قدرته على القيادة؟! وتجربة تجديد مفاصل الدولة جزئياً العام الماضي بشباب مثل “أسامة عبد الله” و”فيصل حماد” و”عبد الواحد يوسف” و”صلاح ونسي” ود. “إبراهيم الخضر” و”سناء حمد” و”مشاعر الدولب” و”صديق الشيخ” في ولاية الخرطوم قد أثبتت نجاحها ومنحت الدولة والحزب والحكومة مناعة جديدة حالت دون إصابتها بمرض النوم والسكري وضغط الدم.
{ وزارة المالية حينما ضربها الجفاف والتصحر وأصبحت طاردة، ذهبت للأستاذ “علي محمود” ليواجه لعنات الدائنين وتربص الأقربين قبل الأبعدين، وحينما لاح في الأفق من بعيد الدولار وعائدات البترول الجنوبي.. بات “علي محمود” شخصاً غير مرغوب في وجوده بالوزارة التي يتكالب عليها (المتكالبون).. وحتى لا تذهب لشباب آخرين بدأ التفكير مجدداً في إعادة الماضي وبعث “صابر محمد الحسن” من مرقده القديم ليزف عريساً لوزارة المال بلا خضاب أو زغاريد!!