مدينتان!!
{ ما حدث في المدينتين يمثل عبرة لأولي الألباب إن كانوا يعقلون ويتدبرون ويتفكرون.. المدينة الأولى صمدت ودافعت عن نفسها ببسالة وهزمت التمرد واستحال على الجبهة الثورية الاقتراب منها ألا وهي مدينة “أم برمبيطة” الواقعة جنوب غرب “أبو كرشولا” انتصرت “أم برمبيطة” بوحدة صفها الداخلي وتماسك مكوناتها.. وقاتل فرسان “أم برمبيطة” مع القوات المسلحة الباسلة قتالاً شرساً حتى دحر التمرد وولى الأدبار.. جميع سكان “أم برمبيطة” حملوا السلاح من فرسان الطوقية ومقاتلي العياتقة والبربرية والنوبة والفلاتة والشنابلة وتدافع المتطوعون من “دلامي” حيث مقاتلي الكواليب وهبيلا أولاد غبوش، وأصبحت “أم برمبيطة” عصية على التمرد وصعب الوصول إليها فانهزم “الحلو” وخسر المئات من جنوده بينما وجدت الحركة الشعبية (أبو كرشولا) منقسمة داخلياً ما بين مؤيدين للحركة الشعبية ومناوئين لها.. وبثت الحركة في جسد المجتمع جرثومة الصراعات الإثنية وغزتها لتنبت هزيمة داخلية بسبب (الطابور الخامس) وبعض الموالين للتمرد داخل جسد الحكومة.. وما حدث في المدينتين عبرة لأولي الألباب ودرسٌ إذا لم يستوعبه العقل السياسي فإن كثيراً من المدن ستتساقط لا بقوة التمرد ولكن بضعف الجبهة الداخلية ووهنها وانقسامها ونجاح الإعلام المساند للجبهة الثورية في بث الكراهية العرقية والإثنية وهو إعلام فاعل جداً في الشبكة العنكبوتية وفي الأوساط الشعبية.
السودان الآن في مفترق طرق ومحنة حقيقية .. هناك من يمارس التخذيل وبث أخبار تثير الإحباط.. وكثير من القيادات تأخذها الحمية القبلية والعصبية (النتنة) للدفاع عن سلوك الحركة الشعبية (بإنكار) الفظائع التي ارتكبت بحق الأبرياء من تصفيات للمدنيين طالت الجميع وتهجير قسري للسكان كما هو الحال في شرق “كادوقلي” وتصفية القيادات داخل أبو “كرشولا” (إثنياً) وسياسياً وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.. كل تلك الأفعال من صنع الحركة الشعبية والعناصر التي تساندها، فالحركة الشعبية عمدت على تصفية النوبة من منسوبي المؤتمر الوطني وعمدت على تصفية القبائل العربية على إطلاقها دون تمييز..
تلك هي الحقيقة التي يسعى بعض المرجفين والمخذلين في الداخل (لإنكارها) وإدعاء الحرص على وحدة الصف من الانزلاق بالحرب لأتون (الإثنيات) وهؤلاء يساندون التمرد وينفذون مخططاته، لتخذيل الصف و(تخويف) الحكومة واستغلال جهلها بما يحدث في مناطق النزاعات حتى تتوقف الأقلام عن فضح ممارسات التمرد ولا تكتب عن المجازر التي حدثت ولا الانتهاكات التي ينبغي الإسراع بنقلها للمنظمات الحقوقية الدولية بل دعوتها لزيارة السودان والإصغاء لإفادات أمر الضحايا والتي يجب أن تمنح فرصة في الإعلام لتكشف المسكوت عنه.. من قتل (فلان) وكيف ولماذا؟
{ لا تطييب ولا حياد في معركة المصير التي تقودها القوات المسلحة ولا تناقض ما بين الدعوة للسلام كخيار من خلال التفاوض ورد العدوان والظلم وكشف عورات التمرد وحشد الإرادة لقتاله حتى يرعوي ويجعل من السلام خياره والقبول بالواقع والتراضي على تعايش في وطن ما ضاق يوماً بأهله!!