ربع مقال
د. خالد حسن لقمان
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من قام في رمضان مع الإمام حتى ينصرف من صلاته كُتِب له قيام ليلة كاملة، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( .. من قامَ معَ الإمامِ حتى ينصرفَ فإنه يعدلُ قيامَ ليلة ) رواه ابن ماجه،
و في ايام الاعتكاف فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان) رواه مسلم، وكان من أسباب اعتكافه صلى الله عليه وسلم طلب ليلة القدر، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) رواه البخاري، فهي ليلة جعل الله العمل فيها خيراً من العمل ألف شهر، والمحروم من حُرِمَ خيرها، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر:3).
وقد حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه على الاجتهاد فيها في الطاعات، فعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم ) رواه ابن ماجه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري .
وفي هذا الشهر الكريم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا, و هو كذلك صلوات الله عليه وسلامه في اي حال واي زمان قال الله تعالى : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من سوء الأخلاق بوجه عام، وخاصة في رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصيام جُنَّة، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث، ولا يجهل, فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم، إني صائم) رواه أبو داود. وقال صلى الله عليه وسلم: (منْ لَمْ يَدَعْ -يترك- قَوْلَ الزُّور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري .