(15%) كثيرة!
{ باغت أصحاب البصات السفرية المواطنين عشية (الثلاثاء) بزيادة في أسعار تذاكر البصات بما يعادل (15%) من السعر القديم، وأصبحت الحكومة في كثير من أفعالها في حل من تبرير سلوكها.. ولا هي تحسب للرأي العام حساباً ما دام الرأي العام لا يهمها كثيراً.. ووزير المالية في البرلمان دعا لفرض ضرائب جديدة على سلعة السكر المستوردة، ووزير الكهرباء قال إن ارتفاع تكاليف مدخلات صناعة الكهرباء وبلوغ الفاقد (27%) سنوياً وتكاليف الصيانة من شأنها إضعاف قدرة الدولة على تمديد الشبكات.
{ المؤشرات التي جاءت على لسان “علي محمود” ومن بعده الوزير “أسامة عبد الله” وما فجع قلب المسافرين وضاعف من همهم وغمهم بزيادة صامتة لأسعار التذاكر، ينذر بصيف ساخن يضرب جيوب عامة الناس ويزيد من معاناتهم، وقد أصبحت زيادات الأسعار لا تحتاج لتبرير ولا تكلف الحكومة نفسها مشقة الرهق بالإجابة على الأسئلة الصعبة: لماذا تتضاعف الأسعار كل يوم وتتضاءل دخول العاملين في القطاعين الخاص والعام؟! وقد أصبحت مناطق النزاعات المسلحة في كل من دارفور وكردفان إضافة إلى مآسي الموت والدمار والتشرد.. وارتفعت الأسعار بصورة جنونية وأحجم التجار من المجازفة بأموالهم وسياراتهم في دخول مناطق لا يعلو فيها إلا صوت الرصاص.
{ أصحاب المركبات يجأرون بالشكوى بسبب شح العملات الصعبة، الشيء الذي ترتب عليه ارتفاع جنوني في أسعار قطع غيار سيارات النقل، وأحجمت كثير من الشركات العالمية عن مد وكلائها في السودان بقطع الغيار الأصلية، ليُفتح الباب أمام دخول قطع الغيار (المغشوشة) والمضروبة رديئة الصنع.. الشيء الذي يؤدي إلى تلف السيارات وكثرة حوادث المرور.. وزاد (الطين بلة) أن شرطة المرور حددت السرعة القصوى للبصات السفرية (80) كلم في الساعة، وهي سرعة لا تتناسب مع ماكينات السيارات وتؤدي لإهلاكها وتعدد أعطابها، ولكن شرطة المرور لا تنظر إلا لجيوب أصحاب المركبات وتتخذ من شعار حماية المواطنين والحفاظ على أرواحهم ذريعة لاستنزاف موارد شركات النقل ومستخدمي الطرق القومية، ولا جهد يبذل في الصيانة والترميم.
{ أي زيادة في تعريفة النقل بصات أو شاحنات هي بالضرورة أعباء إضافية على أعناق شعب فقير معدم محروم بسبب الحصار من الدواء الجيد ومحروم من العلاج في الخارج إلا للأثرياء وأصحاب القصور والممالك، فكيف تضاعف آلامهم بمثل هذه القرارات المفاجئة، ويمهد وزير المالية بحديثه عن ضرائب جديدة على السكر وضرائب على الذهب في حملة جديدة تشنها الحكومة على المواطنين وما تبقى لهم من مدخرات!!
{ إن الحرب التي تدور الآن تمتص بلا رحمة كل عائدات الصادر، حيث تذهب الأموال لمحرقة لا نتيجة منها ترتجى، الشيء الذي يدفع الكثيرين للدعوة للسلام والمصالحة.. ومناهضة دعاة الحرب الذين لا تطالهم زيادات أسعار تذاكر البصات السفرية لأنهم لا يستخدمون مثل هذه الوسائل البدائية.. أبناؤهم في ماليزيا وبناتهم في تركيا والشعب المسكين بات محاصراً بالفقر والمرض وتقطعت الأرحام بسبب الأوضاع المعيشية السيئة!!