الخرطوم- المجهر
وجدت خطوة إطلاق قنابل الغاز المسيل من قبل السلطات الأمنية على إفطار شباب الإسلاميين اليوم أمام الساحة الخضراء بالخرطوم لتفريقهم بالقوة، رفض واستنكار واسع من قوى سياسية ومجتمعية، جراء الاعتداء أثناء أداء شعيرتي الإفطار والصلاة، دون مراعاة لحرمة تلك الشعائر، فيما لم تصدر الجهات الرسمية أي بيان رسمي حول الحادثة.
بيانات تضامنية
وسرعان ماتداولت “منصات التواصل الاجتماعي”، صور إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على على تيار شباب الإسلاميين أمام الساحة الخضراء، أصدر عدد من القوى السياسية بيانات تشجب تلك الحادثة النكراء التي لم تحدث في تاريخ البلاد.
وكانت قوى أمنية و شرطية تحت إشراف النيابة أطلقت الغاز المسيل للدموع و رصاص في الهواء مساء الخميس لتفريق إفطار شباب التيار الإسلامي قبالة مطار الخرطوم ، بعد تطويق الشرطة للساحة الخضراء و اغلاقها بعد اغراقها بالمياه .
وتأتي ذكرى بدر هذا العام، وقادة الإسلاميين يقبعون في سجون قوى الحرية والتغيير – التحالف الحاكم، فيما تتعرض عضويتهم لأسوأ أنواع التضييق و كبت الحريات.
حزب الأمة يدين بشدة
و أدان حزب الأمة بزعامة مبارك الفاضل المهدي، بأشد العبارات التعدي على حرية التجمعات السلمية، واعتبر أن ماتعرض له إفطار ساحة الحرية تراجعاً كبيراً عن شعارات الثورة و أولها الحرية و فيه تعدي على الأعراف والتقاليد السودانية.
وأكد الحزب في بيان عن المكتب السياسي ، أن إنهاء احتكار الإسلاميين للسلطة شئ متفق عليه لكن اقصاءهم عن الحياة الاجتماعية والعامة مستحيل ، بل يتنافي مع مبادئ الحكم الديمقراطي والحقوق والحريات الأساسية.
ونوه إلى إن إستمرار لجنة إزالة التمكين في اخذ القانون بيدها واستخدام أجهزة الدولة سيقود البلاد الي الشمولية والفوضي ويتحمل مسؤوليته الكاملة مجلس السيادة ومجلس الوزراء وحكومته الانتقالية.
تعدي متعمد
وأشار حزب الأمة إلى أن مناخ الحريات العامة وحقوق الإنسان الذي تحقق بفضل التضحيات العظيمة التي قدمها الشعب السوداني وتوجت بنجاح ثورة ديسمبر المجيدة، يقتضي أن لا تتعامل حكومة الثورة بنفس عقلية النظام السابق، الذي كان لا يرى منطقاً سوى منطق القوة والتسلط وأن جوهر الممارسة الديمقراطية هو قيمة قبول الآخر المختلف عنا في الرأي السياسي والفكري والثقافي والمعتقد، وتابع ” الحرية لنا ولسوانا”.
الشعبي : قوى الحرية ضاقت بالحرية
إلى ذلك استنكر حزب المؤتمر الشعبي، اعتداء السلطات الأمنية بتوجيه من لجنة ازالة التمكين على إفطار تيار شباب الاسلاميبن بالقنابل المسيلة للدموع.
وأكد الأمين السياسي للحزب عبدالوهاب احمد سعد، أن قوى الحرية والتغيير تعمدت إطلاق الغاز المسيل للدموع على إفطار شباب الإسلاميين اليوم، أثناء وقت أداء شعيرتي الإفطار وصلاة المغرب، دون مراعاة لتلك الشعائر، دون أية مراعاة لميعاد إفطار الصائمين وشعيرة صلاة المغرب.
وأشار الى أن ما حدث اليوم من السلطات الأمنية في إطلاق الغاز المسيل للدموع، يؤكد بأن هناك ليس مساحة لحرية الرأي الآخر، لجهة أن الحاكمين الآن لم يكونوا جزء من الثورة ولم يمهروا بدمائهم الحرية، ويؤكد بأن قوى الحرية والتغيير تضيق ذرعا بالمنافسة السياسية.
التيار الإسلامي يحذر
بدوره، دفع تيار الشباب الإسلامي في بيان شديد اللهجة، بجملة رسائل تحذيرية للمكون العسكري بالسلطة الانتقالية بجميع مكوناته، لافتاً إلى أنه يربأ بهم من الإنزلاق خلف أحلام يائسة من قلة قليلة من الأحزاب دونما سندٍ شعبي و أرضية مجتمعية لتكميم الأفواه و إراقة دماء الأبرياء و التغطية على فشلهم العريض في إدارة الفترة الإنتقالية.
وأكد أن التيار الإسلامي العريض لن يقف مكتوف الأيدي في حال استمرار إستهداف برامجه السلمية من قبل بعض القوات المنسوبة للعسكر و تعمل تحت قيادته .
تدني اخلاقي
كما دفع التيار في بيانه اليوم برسالة إلى تحالف قوى الحرية والتغيير مفادها: بأنه يأسف (للتدني الأخلاقي و العجز الفكري الذي أصاب ممارساتكم و التي تناقض كل الشعارت التي رفعتموها في بداية الثورة) وتساءل قائلاً: (كيف يعقل أن تحتجزوا قادة الحركة الإسلامية بتهمة الإنقلاب على الديمقراطية و تمارسوا أبشع أنواع الديكتاتورية و القمع على الحريات و الديمقراطية ضد نفس الإسلاميين ؟!)
ودعا التيار الإسلامي (قحت) إلى (المنازلة السياسية السلمية الرصينة و العمل السياسي المضبوط و ترك الممارسات الصبيانية إن كنتم قادرين و عندكم الأهلية لذلك)، وتابع (اتركوا الإسلاميين ما تركوكم والسلام).
إسقاط (قحت)
إلى ذلك بعث التيار الإسلامي برسالة إلى أخوان الشهداء ورفقاء الخنادق في القوات المسلحة ، مؤكداً أنه يمد إليهم يده بيضاء نقية من التلطخ بالدماء و يطلب منهم أن تخلوا بينه و بين الناس في ممارسة سياسية ديمقراطية سلمية توضح للعالم أجمع لمن الأغلبية و من هم الشذاذ.
الرسالة الرابعة وجهها التيار إلى الحركة الإسلامية بجميع أفرعها و مكوناتها و الطرق الصوفية و الجماعات السلفية، داعياً عبرها الشعب السوداني إلى الإصطفاف جميعاً لإسقاط هذه الحكومة المشبوهة التي خربت الإقتصاد و أجاعت العباد و باعت تراب و مكتسبات الوطن و هددت الأمن القومي و نشرت الإباحية و الهمجية وحرفت عقيدة البلاد في مناهج التعليم و القوانين و حاربت الله و رسوله فقد جاءت هذه الحكومة بهلاك الدنيا و الدين .
تجربة مهمة
وتضمنت الرسالة التي وجهها التيار الإسلامي إلى جماهير الشعب السوداني، أن التيار العريض لا يتبنى تجربة الإنقاذ المحسوبة عليه، و لكنه يعتبرها تجربة مهمة في التاريخ السوداني المعاصر ، و يدعو إلى نقدها و تصحيح ما فيها من أخطاء و الإستفادة من الصواب الذي فيها و من ثم العمل جميعاً على تكوين حكومة كفاءات حقيقية لا تقصي أحداً لإدارة الفترة الإنتقالية و ذلك بناءاً على دستور إنتقالي حقيقي يشارك في صياغته كل الشعب السوداني و من ثم الإستعداد لإنتخابات حرة و نزيهة .
وأضاف البيان، “آن الأوان و حانت ساعة الصفر للعمل الجاد و الدؤوب و المنظم لإسقاط حكومة (قحت) طاعة لله و الرسول وحفاظاً على الدين و الملة و (من أجل حياة كريمة لنا و للمستضعفين في البلاد).
تشير (المجهر) الى أن تيار شباب الإسلاميين ككيان مجتمعي دون مظلة تنظيمية، ظل يقيم أفطاره سنوياً بالتزامن مع ذكرى بدرٍ الكبرى كأمر راتب يقوم به الإسلاميون منذ عشرات السنين ، مع الأخذ في الإعتبار خصوصية المرحلة التي يمر بها السودان عامة و التيار الإسلامي على وجه الخصوص من انهيار للوضع الإقتصادي و السياسي و الأمني بالبلاد.