الخطوة الثالثة.. (قميص عثمان)!!
{ بالأمس تحدّثنا عن الخطوة (الأولى) لنسف السلام بين السودان والجنوب، وهي اقتحام (أم روابة) و(أبو كرشولا) وما جاورهما.. ثم جاءت الخطوة (الثانية) بالتخطيط لاغتيال “كوال دينق مجوك”، ناظر (دينكا نقوك)، وسألنا عن الخطوة (الثالثة) لشياطين الحرب.. ولم تتأخر عن (الثانية) إلا بيوم واحد!! ويمكن استبانة ملامحها بقراءة ما بين سطور أحاديث “سلفاكير ميارديت” بعد الحادث.
{ “سلفا” أكد أمس الأول في تأبين “كوال”، كما نقلت الزميلة (آخر لحظة) عن (سودان تربيون)، أكد تبعيَّة منطقة (أبيي) لبلاده، وقال: أنا واثق من أن المنطقة ستعود إلى جوبا يوماً ما بأي ثمن. وأعرب عن حزنه لحادثة مقتل “مجوك”، مشيراً إلى أن ما حدث أمر محزن، ولا أحد كان يتوقع حدوث ذلك، وأشار لاتفاقه مع الرئيس “البشير” خلال زيارته الأخيرة لحل القضايا سلمياً، مضيفاً: (إنَّ الحادث وقع في وقت أعطينا فيه فرصة للسلام). انتهى.
{ وطالب “سلفاكير” في مراسم عزاء “كوال” بمنزل شقيقه بجوبا، كما نقلت الزميلة (الصحافة)، طالب مواطني (أبيي) بعدم أخذ الثأر، وقال إنَّ مقتل “كوال” قضيَّة دولة وحكومة، وليست قضيَّة قبيلة. وتعهَّد أمام المعزِّين بأنَّ حكومته والمجتمع الدولي سيتوليَّان القضية عبر تحقيق دولي، وطالب حكومة السودان بضبط من أسماهم المتفلتين من جانبها. انتهى.
{ أنظر إلى تأكيد “سلفاكير” في خبر (سودان تربيون)، على (تبعية) أبيي للجنوب، مقروناً بعبارة (بأيِّ ثمن) وعبارته ذات المدلول العميق (إن الحادث وقع في وقت أعطينا فيه فرصة للسلام)!!
{ هو يقول – ببساطة – إنّهم سيحصلون على أبيي، طال زمن أو قصر، وبهذا يوتر العلاقة بين الخرطوم والمسيرية!! ثم يقول إنَّ (السلام) جاء إليهم بكارثة.. ليطلب لاحقاً (ثمناً) لاستمرار السلام رغم اغتيال “كوال”!!
{ ثم انظر إلى حديثه في مراسم عزاء “كوال” بمنزل شقيقه بجوبا، وقوله (الخطير) بأنَّ الاغتيال (قضية دولة)!! وقرن قوله بأن أدخل المجتمع الدولي (من قولة تيت)!! وأشار إلى (تحقيق دولي) سيتم في الحادثة!! ثم اتهامه الخرطوم (ضمنيَّاً) عندما طالبها بحسم المتفلتين!!
{ ثم يشير “سلفا” إلى اتفاقه مع الرئيس “البشير” في زيارته الإخيرة إلى جوبا، على حل القضايا سلمياً.. و(يتجاهل) الإشارة إلى المكالمة الهاتفيَّة بينه و”البشير” عقب الاغتيال!!
{ الآن.. هل رأيتم (الخطوة الثالثة) بين السطور!!
{ اغتيال “كوال” في طريقه إلى أن يصير (قميص عثمان).. لكن بحرب (باردة).. هدفها (ابتزاز) حكومة السودان لتقديم تنازلات.. وصرف الأنظار عن مذابح (أبو كرشولا)!! وهذا أبلغ (دعم) من جوبا لقطاع الشمال!!