شهادتي لله

تجار (الدولار) .. الاحتجاز لا يكفي

{ استغل بعض ضعاف النفوس من المضاربين في تجارة (النقد الأجنبي) بالخرطوم، أحداث العدوان العنصري الغاشم على “أبوكرشولا” و”أم روابة” في ولاية شمال كردفان، ليرفعوا – دون أي سبب (اقتصادي) – أسعار (الدولار) و(اليورو) و(الريالات)، بمختلف جنسياتها الخليجية، خلال الأيام القليلة الفائتة.
{ انخفض سعر (الدولار) الشهر المنصرم من (7) جنيهات وأكثر، إلى (6) جنيهات وأقل، عقب الإعلان عن بدء تنفيذ اتفاق البترول بين السودان ودولة الجنوب.
{ ورغم أن (الدولار) هبط بواقع (جنيه كامل) في السوق (السوداء)، وكان يرتفع بواقع (خمسة) و(عشرة) قروش، وليس (جنيهاً) دفعة واحدة، كما حدث في حالة (الانخفاض)، إلا أن بنك السودان ظل يراقب المشهد، دون فاعلية تذكر في سوق العملات، مكتفياً بإطلاق التصريحات حول توقعاته بانخفاض (الدولار) إلى (خمسة) جنيهات خلال الأسابيع القادمة!!
{ والتوقعات – وحدها – لا تكفي لتخفيض أسعار النقد الأجنبي، فتنخفض تبعاً لها أسعار (كل) شيء، ابتداء من (الدكوة) و(الطماطم)، وانتهاء بالعقارات والسيارات. فقد أصبح بائع (أي حاجة) في السودان يحسب بضاعته (بالدولار)، بما في ذلك (الطعمية) وطبق (الفول)، وعصير (الليمون)!!
مطاعم (أمواج) – أجود مطاعم الخرطوم بشارع المطار التي تعتمد عليها الكثير من المؤسسات الحكومية والهيئات العامة في توفير وجبات اجتماعاتها ودعواتها – زادت سعر (الوجبة المنوّعة) إلى (أربعين جنيهاً) خلال الأيام الفائتة، وعندما سأل صديقي العامل بالمحل عن سبب الزيادة متزامناً مع (انخفاض) الدولار، رد قائلاً: (السعر القديم ما بغطي)!!
{ ونغمة (ما بتغطي) أصبحت النغمة المفضلة للتجار ورجال الأعمال والمستثمرين من أصحاب المصانع والمزارع والمستوردين، وإلى المكتبات وباعة (الصحف) الجائلين!! فنحن نطرح لهم يومياً آلاف النسخ، على أن تباع الواحدة بـ (جنيه ونصف الجنيه) فقط، فإذا ببعضهم من ضعاف النفوس يبعيونها بجنيه وسبعين قرشاً، وأحياناً (جنيهين)!! وفي الولايات بـ (ثلاث جنيهات)!!
{ وجمعيهم (لصوص)، يأكلون (المال الحرام)، وكل مال نبت من سحت، النار أولى به، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{ وإذا كانت فعلاً (ما بتغطي)، لما تطاولت البنايات في أحياء الخرطوم كل صباح، عمارة بعد أخرى، وتضخمت الثروات ملياراً بعد مليار..!!
{ احتجز الأمن الاقتصادي قبل أسابيع عدداً من (تجار العملة) مخرِّبي الاقتصاد الوطني، ولكنهم عادوا مرة أخرى يضاربون، ويزايدون..!!
{ ما علاقة “أم روابة” و”أبو كرشولا” بأسعار (الدولار)، ما دمتم آمنين.. شارين وبائعين.. وضاحكين في خرطوم الأثرياء؟!!
{ إنها (فوضى) يجب حسمها، ابتداء من البحث عمّا يحدث في دوائر بنك السودان العليا والدنيا، مروراً بإدارات المصارف التجارية، انتهاء بتجار (الدولار)، على أن تتم وبالقانون إحالات إلى (المحاكم)، لتصدر أحكامها الرادعة، وليس احتجازات (مؤقتة)، ينجو منها (الكبار) هروباً إلى “دبي”، ثم سرعان ما يعودون إلى تجارتهم القديمة!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية