انتهاكات جديدة للجبهة الثورية في (أبوكرشولة) وفرار الاف المدنيين
أعلنت القوات المسلحة عن معارك مع الجبهة الثورية في منطقة أبو كرشولا بولاية جنوب كردفان لطردهم من المنطقة.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إن عناصر الجبهة ما يزالون بالمنطقة.
وأوضح في حديث في برنامج (حتى تكتمل الصورة) أمس (الاثنين) أن عدد العربات التي هاجمت مناطق شمال وجنوب كردفان تصل إلى مائة عربة، لكنه أشار إلى صعوبة تحديد حجم القوى الموجودة بها. وبرر “الصوارمي” بطء التعامل مع العدوان قبل تنفيذه من قبل الجبهة الثورية إلى أن المعلومات التي كانت متوافرة لديهم في القوات المسلحة أنهم يستهدفون مدينة “الأبيض”، وقال حينما علموا بحجم استعدادنا في المنطقة بحثوا عن هدف بديل، وأضاف: (“أم روابة” لم تكن هدفهم ولكنهم حينما يأسوا من الوصول إلى “الأبيض” هاجموها).
وفر ما يزيد عن (125) ألفاً من أهالي بلدة (أبوكرشولا) بولاية جنوب كردفان بعد دخول متمردي الجبهة الثورية أمس (الاثنين) إليها مجدداً، فروا سيراً على الأقدام متجهين نحو مدينة “الرهد”، ونفذ المتمردون محاكمات وإعدامات على المدنيين بعد أن نصبوا علم الحركة الشعبية داخل مدينة “أبوكرشولا”، ولا يزال الرعب يسيطر على الأهالي وسريان الشائعات التي تحذر من هجمات مرتقبة دفعت بعض الأسر إلى مغادرة مدن “رشاد” و”أم برمبيطة” و”كالوقي”، وفي الأثناء أدانت الأمم المتحدة الهجوم الذي شنته قوات الجبهة الثورية على مدن شمال كردفان.
وأفادت مصادر موثوقة (المجهر) أن قوة بقيادة “عبد العزيز الحلو” دخلت أمس (الاثنين) منطقة “أبوكرشولا” بالكامل، وأن قوات الجبهة الثورية أنشأت داخل البلدة قيادة عسكرية وقيادة سياسية وتم تعيين معتمد جديد للمنطقة وهو عضو في الحركة الشعبية قطاع الشمال يدعى “حسن آدم الشيخ”، كما أحرق متمردو الجبهة الثورية ظهر أمس قرية “فج الحلا” الواقعة (5) كلم شرقي “أبوكرشولا”.
وبحسب المصادر أن عناصر الجبهة الثورية كانت في طريق عودتها من منطقة “أم روابة” ودخلوا في طريقهم منطقة “أبوكرشولة” التي هاجموها (السبت) الماضي.
وحذر رئيس اللجنة العليا لمناصرة متضرري أحداث “أبوكرشولا” “أحمد مختار”- في حديث لـ (المجهر)- من تردي الأوضاع الإنسانية لاسيما انعدام المياه والغذاء ووعورة الطرق، مبيناً أن عدد القتلى داخل المدينة لم يحصر بعد، بجانب نهب (500) رأس من الأبقار والماشية من المنطقة.
وشوهدت جثث طفلين يافعين داخل البلدة المنكوبة إثر انعدام المياه وتوفيا بسبب العطش، فضلاً عن عمليات نهب منظم من قبل المتمردين وفرض حالة الطوارئ في المنطقة. وذكرت اللجنة أن هناك غضباً شعبياً موجهٌ للحكومة بسبب التقصير في الجانب الأمني. وناشدت اللجنة الحكومة الاستعجال في استرجاع المنطقة المحتلة، كما وجهت نداءً للمنظمات الإنسانية والدولية بإنقاذ المدنيين المنكوبين.
وذكر شهود عيان أنه تم إرسال تعزيزات عسكرية للمتمردين عبارة عن سيارات متمركزة تحت الأشجار لتفادي إمكانية قصفها بواسطة الطيران السوداني وأن عدد قوات الجبهة داخل المنطقة يبلغ حوالي (500.(
وقال شهود عيان لـ(المجهر) إن جميع سكان “أبوكرشولا” أخلوا المنطقة بالكامل وظلوا عالقين بينها وبين “الرهد” في العراء يقطعون مسافة (67) كلم سيراً على الأقدام في ظروف مأساوية بالغة التعقيد أدت لحدوث وفيات في الأطفال والعجزة.